نداء بوست -أخبار سورية- أنقرة
عقدت الندوة الخامسة من سلسلة ندوات “مستقبلنا المشترك”، التي يشترك فيها مجموعة من النخب التركية والسورية ، صباح أمس الإثنين، في مدينة انطاكيا التركية، وقدمها مستشار رئيس الجمهورية السابق البروفسور ياسين أقطاي والسيد تورغاي الديمير رئيس اتحادية الأناضول، وبحضور نخبة من السوريين وقادة الرأي المقيمين في مدينة أنطاكيا.
وبحسب المنسق العام للصالون السياسي السوري، أحد التجمعات المشاركة, فإن الندوة بدأت بكلمة ترحيبية من رئيس الجالية السورية في أنطاكيا السيد مهند خطاب، رحب من خلالها بالسادة المحاضرين والحضور، وطلب باسم الجالية السورية في أنطاكيا النظر في قضية إعادة المعلمين المفصولين، ومراجعة الأقساط الجامعية للطلاب، وفتح مكتب استشاري لقبول طلبات الاسترحام، وتقرير مصير الملفات الجنسية الاستثنائية العالقة، وفتح المعابر للمجنسين، والمساهمة في مساعدة السوريين في المخيمات.
بعد ذلك، قدم السيد تورغاي الديمير مداخلة قصيرة، تحدث فيها عن أنطاكية، ووصف أهلها بأنهم “أحفاد حبيب النجار”، وأكّد أنّ السوريين يعيشون فيها بشكل آمن.
وأوضح الديمير، أن هذه اللقاءات تساهم في الحديث المشترك، والتشاور معاً لمعاجلة الصعوبات، وأنها جاءت ضمن سلسلة من اللقاءات التي بدأت في أورفا ومرعش وعنتاب وكلس، واليوم في هاتاي، وستستمر في أنقرة وإسطنبول، يليها مناطق أخرى يتواجد فيها السوريين. مضيفاً أنّ ” غاية هذه الندوات هو الجلوس معاً والمناقشة سوياً لحل المشاكل والقضايا لبناء مستقبلنا معاً”
وتطرق الديمير إلى الحرب الروسية الأوكرانية خلال مداخلته، وأشار إلى أنها “من أهم الأسباب الذي تدفعنا للقاء معكم، سواء في داخل سورية أو في تركيا والبلاد الأخرى، حيث إن السوريين باتوا مثل طيور سيدنا إبراهيم متوزعين في كل بقاع الأرض”
وأضاف أن من أهداف هذا النوع من الندوات، هو التواصل مع كافة الشرائح السورية، دون تميز عرقي أو ديني أو إيديولوجي، للحديث والحوار وتشكيل مناخ وأرضية مناسبة لبناء مستقبل مشترك.
وفي هذا السياق، أكّد الديمير أنّ مركز خدمة الهجرة الذي أنشأ مؤخراً في عنتاب بالتعاون بين بلبل زادة وكل من بلدية وولاية عنتاب هو خطوة لتحقيق ذلك، وتمنى تحقيق مثل هذه الخطوة في أنطاكيا أيضاً.
أما السيد ياسين أقطاي، فتناول في محاضرته مسألة “كيف نبي المستقبل المشترك بناء على أرضية تاريخنا المشترك”، وأوصى بالاستفادة من تجربة المهاجرين وحالة الهجرة، مشدداً على أنه لا يمكن الوقوف في وجه الهجرة، لأنه وبحسب تعبيره، من غير المنطقي الوقوف في وجه مجرى التاريخ، ويمكن المساهمة في توجيه التاريخ وتحريكه لكن من المستحيل إيقافه.
واستشهد أقطاي إلى مقولة جلال الدين الرومي “ما كان في الأمس بقي في الأمس، علينا قول أشياء جديدة”، قاصداً إيصال صورة مفادها أنه بالرغم من الألم الذي تولده فينا أحداث الهجرة، إلا أنه لابد من السير مع مجرى التاريخ والاستفادة من هذه التجربة.
وركزّ البروفيسور أقطاي على أهمية الحالة النفسية، وشدد على أن الحالة النفسية القوية شرط أساسي لبناء المستقبل.
ولفت أقطاي إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية، كشفت تواطؤ الغرب مع روسيا وإسرائيل لإجهاض الثورة السورية، وعلى إبقاء بشار الأسد كحاكم لسورية من أجل حماية إسرائيل. وأشار إلى وضوح ذلك من خلال اعترافاتهم وتصريحاتهم.
وبخصوص المقارنة بين الحالتين الأوكرانية والسورية قال أقطاي: إنها ” مقارنة غير عادلة، ففي الحالة الأوكرانية، يوجد عدو خارجي يهاجم بلد شرعي، بينما في سورية العدو هو حاكم البلاد الذي يهجّر ويقتل شعبه، أمام صمت عالمي مطبق”.
وفي الختام، فتحت المناقشات والرد على تساؤلات الحضور.
وللاطلاع على الأهداف المأمولة من الندوات، والأدوات التي تستخدمها الجهة صاحبة الفكرة لبلوغ هذه الأهداف، كان لـ “نداء بوست”، لقاء مع المنسق العام للصالون السياسي المهندس علاء الدين الحسو، والذي عرف النشاطات بأنها “سلسلة من الندوات تقام في الولايات التركية، بدأت بولاية أورفا ومنها إلى عنتاب ومرعش وأنطاكية، وستستمر في الأيام القادمة في مرسين فأنقرة وإسطنبول”
وأضاف أن الغاية منها “تعميق فكرة المهاجرين والأنصار والتي لا تقتصر على المسائل الإغاثية، إنما تتجاوزها لبناء مستقبل مشترك للسوريين والأتراك على حد سواء، وهذه الفكرة أوسع من الاندماج على الطريقة الأوروبية”
وتابع الحسو: “نحاول من خلال هذه الندوات الوصول إلى المفهوم الواسع للاندماج، على سبيل المثال يتوجب إشراك السوريين في مجالس إدارات الشركات التركية، وبالمثل في الشركات السورية، وتعزيز دور المجتمع المدني في سد الفجوة بين الطرفين”
وختم الحسو: “للوصول إلى ذلك، نحن نحتاج إلى عقد، وهذا العقد يحتاج إلى نخبة من قادة الرأي والأدباء والمثقفين، والذين نحاول الاجتماع معهم في الولايات التي يقيمون فيها، لمناقشة الهموم العامة والفكرية، وإيجاد الحلول لها للوصول إلى أرضية مشتركة لبناء المستقبل المشترك”