نداء بوست – عبدالله العمري – الحسكة
لا تزال معاناة مربي المواشي في مناطق شمال وشرق سورية الخاضعة لسيطرة “قسد” والجيش الوطني السوري مستمرة نتيجة ندرة الأمطار وموجة الجفاف وارتفاع أسعار الأعلاف.
وقال مراسل “نداء بوست” في الحسكة: إن مربي المواشي في مدينة رأس العين شمال الحسكة باتوا مضطرين لبيع مواشيهم بنصف ثمنها في أغلب الأحيان وذلك من أجل تأمين المواد العلفية للنصف الآخر والتي باتت شِبه مفقودة في المنطقة نتيجة الحصار المفروض عليها.
حيث قال أبو محمد وهو أحد مربي المواشي في قرية المبروكة التابعة لمدينة رأس العين: إنه يرى أغنامه تموت أمام عينه دون أن يستطيع تقديم أي شيء.
كما أضاف بأنه اضطُرّ قبل فترة لبيع ستة رؤوس أغنام بمبلغ 30 ألف ليرة سورية في سوق الغنم في بلدة تل حلف غرب رأس العين أي أقل حتى من ربع قيمتها نتيجة انعدام المراعي وندرة الأعلاف، بالإضافة إلى أسعارها باهظة الثمن حيث وصل سعر كيلو الشعير إلى 1800 ليرة سورية والنخالة إلى 1600 بينما يصل سعر كيلو التبن إلى 1300 ليرة سورية هذا إن وجد.
أما في مناطق سيطرة الإدارة “قسد” فإن الوضع لا يختلف كثيراً حيث يعاني مربو المواشي ذات المعاناة في ندرة وجود المراعي بسبب احتباس الأمطار خلال العامين الماضيين وغلاء أسعار الأعلاف وتقصير الإدارة بدعم مربي المواشي وتأمين احتياجاتهم.
ويقول محمود وهو أحد مربي المواشي في ريف بلدة عامودا شمال الحسكة بأنه خسر نصف أغنامه التي كان يمتلكها خلال الأعوام التي سبقت هذين العامين وأنه اضطر لبيع نصفها وتأمين العلف للنصف الآخر.
وتبلغ أسعار المواد العلفية اللازمة مثل التبن والشعير في مناطق الإدارة الذاتية ما بين 1200 حتى 1400 ليرة سورية في السوق السوداء بينما تبلغ أسعارها بحدود 450 ليرة سورية لدى المؤسسات التابعة للإدارة الذاتية ولكن تلك المؤسسات لا تقدم المواد العلفية اللازمة سوى لعشرة من مربي تلك المواشي وبما مقداره 10 كيلوغرامات لكل رأس ماشية وهو لا يكفيها حتى مدة أسبوع.
وكان مجلس ناحية المالكية التابع لقسد قد أصدر يوم السبت الماضي قراراً منع بموجبه رعي المواشي في الأراضي الزراعية ومنع أيضاً أصحاب الأراضي من تضمين أراضيهم لرعاة المواشي من خارج المنطقة مبرِّرة أن ذلك يُسهم في حماية الأراضي الزراعية وتوفير المراعي لأصحاب المنطقة فقط وهددت المخالفين بفرض غرامة مالية قد تصل إلى خمسة ملايين ليرة سورية والسجن لمدة ثلاثة أشهر.
يُشار إلى أنه وبسبب موجة الجفاف التي ضربت المنطقة وانحباس الأمطار عنها فقد تراجعت أسعار المواشي بشكل لافت حيث كان يُباع رأس الغنم الواحد قبل عامين في مناطق الإدارة الذاتية بما يقارب الـ900 ألف بينما تراجع اليوم لأقل من 100 ألف للرأس الواحد.