حذّرت 22 منظمة طبية وإنسانية من انفجار الوضع الوبائي في الشمال السوري، بعد الارتفاع غير المسبوق في أعداد الإصابات بفيروس "كورونا"، وظهور متحوّرات جديدة أسرع انتشاراً وأشدّ خطورة.
وقالت المنظمات في بيان مشترك اليوم الإثنين: "نتيجة الانتشار الهائل للإصابات، وازدياد أعداد المرضى الذين يحتاجون إلى عناية طبية مشدّدة في مشافي "كوفيد" ومراكز العلاج المجتمعي، فقد وصلنا إلى مرحلة إشغال تامّ لكافّة أسرّة العناية المركّزة في المشافي وأسرّة مراكز العلاج المجتمعي".
ودعا البيان الأهالي إلى الالتزام بالإجراءات الوقائية، وأخذ هذا الموضوع على محمل الجدّ، وخاصة الابتعاد عن التجمّعات من أعراس وبيوت عزاء وولائم، والالتزام بارتداء الكمامة بشكل صحيح، والعناية بغسل الأيدي بالصابون، والاعتناء بالنظافة الشخصية، وإسراع كبار السنّ وأصحاب الأمراض المُزمنة وغيرهم من الفئات ذات الأولوية لتلقّي اللقاح.
كما شدّد البيان على ضرورة تعاون جميع الجهات المعنية بتأخير بدء دوام المدارس وتخفيف التجمّعات في الأسواق والمطاعم والمتنزّهات والمساجد، واقتصار عمل المؤسّسات الأخرى على الحدّ الأدنى من الموظفين.
وحذّرت المنظّمات من انهيار القطاع الصحّي قائلة: "إنّنا نخشى أنّه في حال استمرار تجاهل هذه الإجراءات، فإنّنا معرّضون لتدهور كبير في القطاع الصحي، حتى الوصول إلى مرحلة تكون فيها مراكزنا الطبية غير قادرة على استيعاب هذا العدد المتزايد من المرضى، خاصة أنّنا نعاني أساساً من إمكانيات طبية ضعيفة ونقص حادّ في عدد الكوادر الطبية وهي المعرّضة أكثر من غيرها للإصابة بالعدوى، يُضاف لذلك جرائم النظام وروسيا في تدمير المنشآت الطبية في المنطقة".
وختمت المنظمات بيانها بالقول: "تعلمون، فإنّ انتشار وباء كوفيد 19 تسبّب في انهيار المنشآت الصحية في معظم دول العالم، فما بالكم بمنطقة تعاني أساساً من ظروف إنسانية قاسية وإمكانيات ضعيفة جداً؟!
أخي الكريم، أختي الكريمة: لا تكن سبباً في قتل من تحبّ، وتخيّل جوابك لأهلك عندما يقال لك أنّه لا يوجد سرير مشفى لوالدتك أو ابنك المُنهكَين، وهم يرفعون أعينهم إليك لتنقذهم".