نداء بوست – ولاء الحوراني – درعا
في 14 شباط من عام 2014 وبينما كان العالم يحتفل بيوم الحب، مر على درعا يومٌ من أشد الأيام إيلاماً، اكتست فيه شوارع بلدة "اليادودة" في ريف درعا الغربي باللون الأحمر.
عشرات القتلى والجرحى في مجزرة مروعة شهدتها بلدة "اليادودة" استهدفت جموع المصلين بيوم الجمعة، بأسلوب اتبعه نظام الأسد، كان جديداً حينها، وهو استهداف المساجد بالمفخخات لتحقيق أكبر عدد من القتلى والضحايا.
واتُّهمت قوات النظام حينها، بركن سيارة مفخخة أمام مسجد عمار بن ياسر، لتنفجر تزامناً مع خروج المصلين.
وساهم وجود صهريج مازوت أمام المسجد، بازدياد هول المشهد، وإيقاع عشرات الشهداء والجرحى، كما تسبب بدمار كبير للمسجد والأماكن المجاورة له.
تحدثت أم عماد لـ "نداء بوست" عن ذلك اليوم بصوت متقطع، وقالت: "في صباح ذلك اليوم أُشيع في بلدة "اليادودة" أن مخابرات النظام سوف تستهدف المسجد الكبير وسط البلدة بسيارة مفخخة، ولم يكترث بعض الناس على اعتبار أنها "مجرد شائعة" ولرغبتهم بعدم إيقاف صلاة الجمعة، وبالمقابل قرر العدد الأكبر من المصلين التوجه إلى المسجد الشمالي للبلدة توخياً للحذر".
وتضيف: "كنت خائفةً طوال الوقت، وحاولت منع ابني من الذهاب في ذلك اليوم إلى المسجد دون جدوى، وما إن انتهت الصلاة وبدأ المصلون بالخروج حتى سمعنا صوت انفجار قوي تلاه آخر بصوت مروع، ومن دون وعي ركضت تجاه المسجد، وكان الدخان الأسود يملأ المكان، فلم أستطع رؤية شيء، وصرت أتعثر بالجثث هنا وهناك، وأسمع أصوات بكاء المصابين الذين طلبوا النجدة".
وتتابع أم عماد بعد تنهيدة طويلة "بدأت أصرخ وأبحث بين الجثث المتفحمة، ولم أتمكن من التعرف على أحد لأن جلها مشوه، ولم أجد ولدي في السيارات التي غصت بالجرحى".
صمتت أم عماد برهة ثم قالت بحرقة: "إن أحد الناجين أكد لي أن ابني كان من أوائل الذين خرجوا من المسجد، وهذا يعني أنه تحوَّل إلى أشلاء".
ومجزرة "اليادودة" ليست المجزرة الوحيدة التي مرت على درعا، لكنها من أفظع المجازر التي يستذكرها أهالي حوران في كل عام، لهول وفظاعة مشاهدها، حيث بلغت حصيلتها 56 ضحيةً، معظمهم من الأطفال، كما خلفت عشرات المصابين والجرحى.