نداء بوست- حمص- سليمان سباعي
شهدت محافظة حمص، ارتفاعاً كبيراً في أسعار مادة الغاز المنزلي، وذلك مع تأخُّر تسليم مخصصات الأهالي التي يتم توزيعها لهم عَبْر ”البطاقة الذكية”، رغم مُضِيّ أربعة أشهر على آخِر مرة تم توزيع الأسطوانات فيها.
وقال مراسل “نداء بوست”: إن سعر استبدال أسطوانة الغاز المنزلي في مدينة حمص بلغ 150 ألف ليرة سورية للأسطوانة العادية، و200 ألف ليرة للأسطوانة المضغوطة، مؤكداً عدم تسلُّم الأهالي لرسائل ”البطاقة الذكية” منذ أكثر من مئة وعشرين يوماً.
وقُبيل هذه الأزمة، كان الأهالي يضطرون للانتظار شهرين ونصفاً لتسلُّم مخصصاتهم من الغاز المنزلي المدعوم بموجب الرسائل الإلكترونية التي تصلهم عَبْر بطاقة ”تكامل”.
وأدى انقطاع الغاز ”المدعوم”، وغياب التيار الكهربائي لساعات طويلة، إلى قيام بعض الأهالي باستبدال أسطوانة الغاز من ”السوق السوداء” مقابل دفع مبلغ مالي يتراوح ما بين 140 و150 ألف ليرة سورية.
وأشار مراسلنا إلى لجوء شريحة واسعة من أبناء الريف إلى الطرق البدائية التي كان يتم استخدامها خلال فترة حصار قوات النظام لهم، والمتمثلة بـ”الموقدة” و”التنكة” لقضاء احتياجاتهم من طهي الطعام وما سواه من الاستخدامات اليومية هرباً من غلاء أسعار الغاز.
تقول أم محمد وهي من سكان قرية الغنطو بريف حمص الشمالي: إنها تعمل بشكل يومي على جمع ما يتيسر من العيدان والقطع البلاستيكية القابلة للاشتعال من أجل حرقها وطهي الطعام وتسخين المياه عليها.
وأشارت في حديثها لـ”نداء بوست” إلى أن قدوم فصل الشتاء، ضاعف من الصعوبات التي تواجه ربات المنزل الساعيات إلى تأمين مؤنة الشتاء لأسرهن.
وأوضحت أن بعض العائلات تقوم ببيع أسطوانات الغاز ”المدعومة”، والتي يبلغ ثمن الحصول عليها بموجب ”البطاقة الذكية” 13 ألف ليرة سورية، لتعويض ما يلزم من احتياجات الأسرة من المواد الغذائية بعدما اعتادوا على استخدام الطرق البديلة.
وانتشرت خلال الأعوام الماضية ”التنكة” التي يقوم بتصنيعها بعض أصحاب ورشات الحدادة، وبيعها للأهالي بمبالغ زهيدة لا تتجاوز الـ 20 ألف ليرة.
وتعمل على مروحة معالج كمبيوتر موصولة ببطارية استطاعة 12 فولت لتسريع عملية الاشتعال، الأمر الذي وجدت به معظم العائلات ضالتها بعدما يئسوا من تصريحات المسؤولين التابعين للنظام.