مضت عشر سنوات على المجزرة التي ارتكبتها قوات النظام السوري في جامعة حلب، والتي راح ضحيتها مئات المدنيين، جراء استهداف الطيران حرم الجامعة بعدة صواريخ، رداً على الحراك الطلابي الذي شهدته دعماً للثورة السورية.
ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أسماء 38 مدنياً قضوا جراء القصف، من بينهم عشر نساء وطفلان، إضافة إلى 250 جريحاً.
وتشير الشبكة إلى أن روايات الناجين وشهود العيان، وروايات من المشافي، تؤكد أن الأعداد أكبر من ذلك بكثير، حيث إن هناك عدداً كبيراً من الجثث المحروقة بالكامل.
كما أشارت الشبكة إلى وجود جثث مشوهة تحولت إلى أشلاء لم يستطع أحد التعرف عليها، كون الجامعة تحوي طلاباً من جميع المحافظات السورية، مؤكدة أن أعداد ضحايا المجزرة تزيد عن 70 مدنياً.
ونقلت الشبكة عن طالب يدعى حسام الحلبي كان شاهد عيان على المجزرة قوله: ”عند معهد التمريض، كان هناك كثافة طلابية كبيرة حيث كان وقت تبديل بين امتحانات الطلاب، وفجأة شهدنا تحليقاً للطيرانِ الحربي، وقامت الطائرات وبدون أي سابق إنذار بقصفنا بصاروخ، وألقوا معه بالونات حرارية”.
ولم تمضِ سوى لحظات، يقول حسام: ”حتى قُصفنا بصاروخ ثانٍ، ما أدى إلى تكسر الزجاج وإغلاق أبواب سور الجامعة، وتبع ذلك إطلاق رصاص كثيف لم يُعرَف مصدره، ولم نستطع الخروج إلا بعد قليل حيث كان الوضع كارثياً”.
وأشار حسام إلى أنه كان هناك عدد كبير من الجثث المتفحمة والأشلاء، كما أن سور الجامعة قد تضرر، ولحق ضرر كبير بواحد من مباني سكن الطلاب، واحترق عدد كبير من السيارات، فيما قام الطلاب والمواطنون بنقل الجرحى بسيارات ”التاكسي والسوزكات”.
من جانبها، قالت الطالبة روز الناصر: إنها خرجت من الامتحان قبل نحو ثلث ساعة من القصف الذي حصل قُرابة الساعة الواحدة ظهراً، وتضيف: ”تفاجأنا بصوت أول انفجار لصاروخ سقط عند باب الجامعة، وبدأ الزجاج يتطاير، المنطقة كانت تعجّ بالناس، لم نستطع أن نرى شيئاً غير الدخان”.
وأضافت الناصر: ”بعد دقيقتين تقريباً رجعت طائرة ميغ وضربت الصاروخ الثاني، لم أكن أرى سوى الدخان والجثث والسيارات المحروقة، أشلاء في كل مكان، والكتب الدفاتر على الأرض، دمار، المكان الذي كنا فيه من ساعة وكان مليئاً بالحياة، الكتب غريقة بالدم، الثياب مليئة بالدم، أذهلني كلام اثنين من رجال النظام، حيث قال الأول: شو أعمل بقطع اللحم يلي عمتطلع معنا؟ ليرد الثاني عليه بقوله: ادفنها بهالتراب يلي حواليك وخلصت”.