نداء بوست – ولاء الحوراني – درعا
لطالما كانت المائدة في "حوران" غنية بغنى سهلها وخيره وغلاله الوفيرة، لكن اليوم وبعد أن كثرت تكاليف الحياة اليومية وأصبح الحال يضيق بأهلها وبعد أن اجتاح الغلاء حياة الناس أصبح تحصيل لقمة العيش أمراً صعباً على المجتمع الحوراني بكافة شرائحه.
إذ لم تكن المائدة في "حوران" تخلو من أصناف عدة خصوصاً في صباح يوم الجمعة كعادة شعبية كانت تجتمع فيه العائلة في طقوس لا تغيب ذكرياتها عن الحورانيين والسوريين بشكل عامّ.
إلا أن موجة الغلاء التي ضربت الأسعار عصفت بوجبات شعبية كانت أساسية على مائدة الإفطار الحورانية، ودفعت الأسر إلى إلغائها من قائمة الأساسيات حيث شهدت أسعار هذه الوجبات ارتفاعاً كبيراً، إذ أصبح قرص الفلافل بـ 100 ل.س بينما سجل سعر كيلو الفول المسلوق 7000 ل.س في حين بلغ سعر الكيلو الواحد من المسبحة 6500 ل.س.
هذا الارتفاع الملحوظ يُرجعه أصحاب المطاعم إلى ارتفاع أسعار الموادّ الأولية والتي باتت مكلفة عليهم مما يضطرهم لرفع أسعارها حيث إن سعر كيلو الفول اليابس 4000 ل.س والكيلو من الحمص بلغ 6000 ل.س في حين وصلت الطحينة إلى 13000 ل.س فضلاً عن ارتفاع سعر الزيت والذي وصل سعر اللتر منه إلى 9500 ل.س.
ذلك بالإضافة إلى نقص مادة الغاز وشراء أصحاب المطاعم هذه المادة بأسعار السوق السوداء إذ بلغ سعر جرة الغاز الحر 110 آلاف ل.س.
تلك الوجبات ليست الوحيدة التي باتت مستثناةً من قائمة المائدة في درعا اليوم بل طال الغلاء الفاحش أسعار الحليب ومشتقاته والبيض وبات شراء الألبان والأجبان مقتصراً على العائلات ميسورة الحال فقد أصبح الكيلو من حليب الأبقار يباع بـ 3500 ل.س والرطل من اللبن المصفى 25 ألف ل.س وبلغ كيلو الجبنة البلدية 16 ألف ل.س ، وذلك لارتفاع أسعار الأعلاف ومستلزمات تربية الثروة الحيوانية من أدوية ولقاحات إضافة إلى ارتفاع تكاليف تصنيع اللبن ومشتقاته بسبب عدم توفُّر مادة الغاز اللازم لغلي الحليب. في حين أن البيضة الواحدة وصل سعرها لـ 1500 ل.س.
أما عن "المونة" التي كانت طقساً حاضراً في جميع بيوت "حوران" فإنها باتت اليوم رفاهية وأمراً في غاية الصعوبة فلم يعد "المكدوس" حاضراً لارتفاع تكلفة مستلزمات صنعه وعجز العائلات عن شرائها، كذلك هو الحال بالنسبة للمُرَبَّيات التي اختفت عن المائدة منذ وقت طويل لارتفاع أسعار الفاكهة والسكر.
تدنِّي مستوى المعيشة والارتفاع الجنوني في الأسعار فضلاً عن الفقر الشديد غير المسبوق الذي تعيشه محافظة درعا وارتفاع نسبة البطالة بين أرباب الأسر فيها أثقل كاهل أهلها الذين يضيق بهم الحال شيئاً فشيئاً.