نداء بوست – ولاء الحوراني – درعا
سادت حالة من الاستياء في محافظة درعا بسبب ارتفاع أسعار الملابس الشتوية وعدم قدرة السكان على مواكبة هذه الأسعار الخيالية التي تفوق دَخْلهم الشهري أضعافاً مضاعفة.
كما شهدت الأسواق حركة خجولة، فيما لم تَعُدْ متاجر الألبسة تتحمل حجم نفقاتها بسبب الكساد الذي حلّ عليها.
بات أغلب الناس يكتفي بالسؤال عن أسعار الملابس الباهظة التي تفوق قدرتهم الشرائية مما جعل حركة البيع والشراء تُصاب بالركود.
وعلى الرغم من إعلان معظم محلات الألبسة عروضاً وخصوماتٍ كثيرةً في محاولة منها لجلب الزبائن إلا أن الأسعار بقيت مرتفعة مقارنة مع حالة الناس المادية.
ورصدت مراسلة "نداء بوست" خلال جولة على أسواق الملابس في محافظة درعا عدداً من ردود أفعال المشترين وأصحاب المحالّ حول الارتفاع في أسعار الملابس.
من جهتها أشارت أم عمر وهي ربة منزل إلى أن الأسعار مرتفعة جداً ولا تتناسب مع حالتها المادية وأن لديها ثلاثة أطفال عاجزين عن شراء "جاكيت" واحد بعد أن وصلت تكلفته لـ65 ألف ليرة سورية وبنطال الجينز 25 ألف ليرة.
وأضافت في حديثها أن تكلفة شراء ملابس لكل واحد منهم مع الحذاء تصل إلى 150 ألف ليرة سورية وهو مبلغ كبير يفوق دَخْلها بأضعاف".
أما علياء وهي موظفة في إحدى الدوائر الحكومية فقالت لـ "نداء بوست": إن راتبها يقدر بـ 65 ألف ليرة وسعر "الجاكيت" الشتوي لابنتها الشابة يصل إلى 85 ألف ليرة أي أنها غير قادرة على كسوة واحد فقط من أبنائها وأنها ستتجه إلى سوق الملابس المستعملة (البالات).
أحد تجار الملابس أوضح في حديثه أن متاجر الألبسة أصبحت شِبه خالية مقارنة بالعام الفائت بسبب تضخم الأسعار، والذي يعود لانهيار سعر الليرة السورية أمام الدولار وأجور الشحن الكبيرة نتيجة غلاء المحروقات، كما أن حواجز النظام المنتشرة على الطرقات تفرض مبالغ كبيرة مقابل عبور الحمولة مما يدفعنا لرفع الأسعار لتجنُّب الخسارة".
جدير بالذكر أن الأسواق في درعا باتت شِبه خالية جرّاء أزمة اقتصادية خانقة تعصف بأهالي المحافظة جعلت من شراء الملابس أمراً ثانوياً في وقت أصبحت فيه الأولوية فقط للقمة العيش والتي بالكاد يتم تأمينها.