نداء بوست – ولاء الحوراني – درعا
بعد أن كانت محافظة درعا أقل المحافظات السورية في نسبة البطالة قبل عام 2011، والتي بلغت أقل من 9.9 بالمئة وفق إحصائية نشرها المكتب المركزي للإحصاء عام 2009.
أصبحت المحافظة اليوم تعاني تفشيا لا يطاق في ظاهرة البطالة بين الشبان وأرباب الأسر وسط أوضاع اقتصادية متردية وعدم قدرة السكان على تأمين متطلبات حياتهم الأساسية في ظل ارتفاع الأسعار وانهيار قيمة الليرة أمام الدولار .
ارتفاع معدلات البطالة وصلت حدوداً عليا في السنوات الثلاثة الماضية بعد سيطرة النظام على المحافظة، لا سيما بعد توقف المنظمات الإنسانية ومنظمات المجتمع المدني على تنفيذ مشاريعها في المحافظة إذ أنها كانت توفر الكثير من فرص العمل للشباب لديها.
كما أن نسبة كبيرة من الموظفين الذين كانوا يعملون سابقا في هيئات المعارضة باتوا اليوم مفصولين من قبل النظام، واختاروا التزام بيوتهم على اعتقال النظام لهم.
كما أدى توقف العمل بالزراعة والتي تعتبر أهم المهن وأكثرها رواجاً في محافظة درعا إذ يعمل بها أكثر من نصف السكان كان من العوامل التي أدت إلى ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب.
حيث أن الكثير ترك العمل في الأراضي الزراعية بسبب قربها من الثكنات العسكرية وانتشار الألغام التي زرعتها قوات النظام فيها، لينعكس ذلك بشكل تلقائي على سوق العمل وتفشي البطالة.
عوامل كثيرة جعلت من غير الممكن استيعاب العدد الكبير للشباب العاطل عن العمل وسط عجز حكومة النظام وسياستها الهزيلة عن تأمين فرص العمل للشباب، الذين أصبحوا غير قادرين على تأمين قوت يومهم وتوفير أدنى مقومات المعيشة لذويهم.
الأمر الذي دفع الكثير إلى الهجرة لتأمين مورد مادي، في حين دفعت البطالة البعض إلى اتباع سلوكيات منحرفة كالسرقة وسط انفلات أمني كبير تعيشه المحافظة.