"نداء بوست"- جورجيوس علوش- السويداء
يعيش في بادية السويداء وبعض قُرَاها الجنوبية المحاذية للحدود الأردنية عدد ليس بقليل من أبناء العشائر البدوية غير المسجلين في دوائر السجلات المدنية ويطلق عليهم (مَكتومُو القيد).
وأُرجعت الأسباب حينها لتنقلهم وترحالهم المستمر بسبب انتشار العشائر بين البلدين، ولكن منذ فترة طويلة وهم مستقرون في المحافظة، وليس هناك أي إمكانية للتنقل كما كان يحصل في السابق.
كما تعد المشكلة الآن أنه لا أحد ينظر لمعاناتهم كونهم لا يملكون الهوية الشخصية السورية، فهم محرومون من تعليم أولادهم أو الدخول للمشافي للعلاج أو التنقل بين المحافظات أو ممارسة أي عمل.
فيما تُعَدّ المشكلة الأكبر أنه يتم التعامل معهم كإرهابيين من قِبل قوات الأسد، إذا تم احتجازهم لسبب ما، ريثما يتم التحقق من وضعهم كمَكتومِي قَيْد.
وقد ازداد الوضع سوءاً بعد نظام أتمتة المحروقات والموادّ الغذائية ومؤخراً الخبز، فلم يعد بإمكانهم الحصول حتى على ربطة الخبز كونهم غير مسجلين في سجلات الأحوال المدنية، ولا يملكون الهوية السورية ولا البطاقة السورية التي تمنحهم الحصول على مستحقاتهم.
هذا الوضع الكارثي الذي يعيشونه حوَّلهم إلى لقمة سائغة للابتزاز فقد وصل المبلغ الذي يدفعونه للحصول على الهوية الشخصية كرِشا أكثر من مليون ليرة سورية.
ويعد هذا الرقم قابلاً للارتفاع المستمر لكثرة السماسرة الذين يعملون ضِمن دوائر النظام والذين يقومون باستغلال وضعهم.