نداء بوست- أخبار سورية- تل أبيب
كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أن الهجمات الإسرائيلية على المطارات ومنشآت التصنيع العسكرية ومواقع التخزين الحساسة في سورية تضر بشكل خطير بهيبة نظام بشار الأسد وقدرته على البقاء وتحقيق الاستقرار.
وأصدرت الصحيفة تقريراً أكدت فيه أن الأسد لجأ إلى الروس وطلب منهم الضغط على إسرائيل لوقف الهجمات، لكنه لم يأخذ في الاعتبار تآكُل الموقع العسكري الفعلي لموسكو وقدراتها في سورية بسبب الحرب الفاشلة في أوكرانيا.
ولفتت الصحيفة إلى أن تهريب الأسلحة ومعدات إنتاج الصواريخ الدقيقة من إيران إلى سورية ولبنان هو التحدي الأساسي الآن أمام الجيش الإسرائيلي.
وأشارت إلى أن إسرائيل تعمل على إحباط هذا النشاط الإيراني من خلال قناتين، الأولى تنفيذ ضربات تستهدف الشحنات وطرق وصولها، وقد نجحت في معظمها، والثانية: احتفاظ الجيش الإسرائيلي بنوع من الحوار المباشر ليس فقط مع الروس في سورية ولكن أيضاً مع النظام في دمشق.
كما أوضحت الصحيفة أن المسؤولين الإسرائيليين يوضحون عبر هذه القناة لقادة نظام الأسد، وبشكل منفصل أيضاً لقادة القوات الروسية في سورية، أن إسرائيل تحاول عدم إلحاق الأذى بالمدنيين والعسكريين السوريين والمنشآت المدنية، بل بعناصر “الحرس الثوري” الإيراني وميليشيات طهران، بما فيها “حزب الله” اللبناني، سواء حاولوا الهبوط في مطار مدني أم تم إيواؤهم في موقع سوري قرب القوات الروسية.
وبحسب الصحيفة العبرية فإن هذا النوع من الرسائل تم تسليمه إلى مسؤولي النظام مباشرة بعد الهجمات، أو بعد وقت قصير، لتوضيح ماهية الهجوم وأهدافه، مع إيصال رسالة مماثلة إلى الروس، الذين يتمتعون بـ”امتياز” إضافي دوناً عن السوريين، يتمثل بحصولهم على تحذير قبل وقت كافٍ لنقل عناصرهم إلى موقع آمِن في حال شن هجمات قرب مقراتهم.
بدورها، سلطت وكالة “رويترز” الضوء على تصاعد الغارات الإسرائيلية على مواقع نظام الأسد والميليشيات الإيرانية على الأراضي السورية، ودورها في الضغط على إيران.
ونقلت الوكالة عن مصدر دبلوماسي إقليمي قوله إن الضربات تمثل تحولاً في الاستهداف الإسرائيلي، مشيراً إلى أن تل أبيب بدأت في قصف البنية التحتية التي يستخدمها الإيرانيون لإمدادات الذخيرة للبنان.
ووفقاً لمصدر استخباراتي غربي مقيم في المنطقة ومنشق عسكري مطلع على أهداف الضربات، فإنه “في الماضي كانت الإمدادات فقط مستهدفة وليس المطار، ولكن الآن اصطدموا بالمدرج”.
وكان الدافع وراء هذا التحول هو استخدام إيران المتزايد للطائرات التجارية بدلاً من عمليات النقل البري لنقل الأسلحة إلى المطارين الرئيسيين في سورية.
وتشير المعلومات الاستخبارية الإسرائيلية إلى استخدام المزيد من الرحلات الجوية لنقل أسلحة ومعدات عسكرية صغيرة يمكن تهريبها في الرحلات المدنية المنتظمة من طهران.