المصدر: وول ستريت جورنال (رأي)
ترجمة: عبد الحميد فحام
بقلم: ديفيد كاميرون (رئيس وزراء بريطانيا السابق)
يمكنني أن أستمع لاعتراضات من واشنطن ولندن مفادها:
• “نحن لا نملك مجموعة العشرين، كما أن منتدى الحوار هو ملتقى مهم”. بالتأكيد هذا صحيح، لكن اجتماعات مجموعة العشرين تمنح المكانة والاحترام أيضاً. فمع ما فعله السيد بوتين وما يفعله في أوكرانيا تحديداً، يجب أن يكون ذلك غير وارد.
• “حضرتَ أنت والرئيس أوباما قمة مجموعة العشرين في عامَيْ 2014 و2015 مع بوتين، على الرغم مما كان يفعله في أوكرانيا وسورية”.
نعم، لقد فعلنا ذلك، وكانت المحادثات مع السيد بوتين أسوأ من العبث. لقد كذب علينا بشكل صارخ بشأن كل شيء من مصير الطائرة الماليزية إلى وجود القوات الروسية في دونباس. على أي حال، ما رأيناه في الشهر الماضي هو على مستوى جديد:
الغزو الكامل لديمقراطية مستقلة وذات سيادة بوحشية تُصنّف مع فظائع الحرب العالمية الثانية. وطردنا روسيا من مجموعة الثماني في عام 2014 بسبب ما فعله بوتين في ذلك الوقت.
• “مقاطعة الدول ذات التفكير المماثل لن تُوقِف مجموعة العشرين. لن يؤدي إلّا لتقليل تأثيرنا”.
لهذا السبب يجب أن نبدأ الآن. سيكون للإعلان الاستباقي من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة -ويفضل بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء في مجموعة العشرين (ألمانيا وفرنسا وإيطاليا)- تأثير كبير.
من الصعب تصديق حضور كندا أو اليابان أو كوريا الجنوبية أو أستراليا إذا كان السيد بوتين لا يزال في مكانه ويواصل حربه. ويمثل ذلك حوالَيْ ثلثَيْ الناتج المحلي الإجمالي لمجموعة العشرين وأكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي العالمي. دَعُونا نوجه دبلوماسيتنا للعمل في الأرجنتين والبرازيل والهند والمكسيك والمملكة العربية السعودية وجنوب إفريقيا.
ما يحدث أو ما لا يحدث في مجموعة العشرين لن يغير العالم. لكنه يمكن أن يكون إشارة مهمة.
يحتاج قادتنا إلى إظهار أننا في حالة حرب. في مثل هذه الأوقات، يحتاج رئيس الوزراء أو الرئيس إلى اتخاذ موقف والتأكد من أن كل ما يمكن القيام به يتم تنفيذه.
هناك مقولة عسكرية قديمة: “الهُوَاة يتحدثون عن تكتيكات، والمهنيون يتحدثون عن اللوجستيات”.
يجب على القادة السياسيين التحدث عن اللوجستيات أيضاً. أريد تقريراً عن كل نظام سلاح يتم تسليمه من قِبل كل دولة ونقص محتمل.
ستكون هناك عوائق وبيروقراطية وتأخيرات واعتراضات قانونية. رأيت مراراً وتكراراً أنه إذا لم يتدخل القادة، فلن يتم اتخاذ الإجراءات التي يجب اتخاذها.
لقد كان للعقوبات تأثير، لكن يبدو أن الروبل آخِذ في الاستقرار. لذلك يجب التشديد أكثر. هل الاستثناءات من حظر نظام “سويفت” ضرورية؟ ما هي الشركات التي تفشل في اتباع خُطى كوكاكولا وماكدونالدز فيما يتعلق بسحب الاستثمار الكامل؟
لماذا تفرض بعض الدول عقوبات على بعض الأوليغارشية دون غيرها؟ لماذا لا نبدأ من الاقتراح القائل بأن جميع الشركات المملوكة للدولة في روسيا يجب أن تخضع للعقوبات؟ وأين الإجراءات التأديبية لضرب المتهربين؟.
تلقت عائدات النفط والغاز الروسية بعض الضربات، ويُرحَّب بإلغاء نورد ستريم 2 إذا تأخر موعده.
ولكن أين هي الخطة لجعل كل دولة ذات تفكير متشابه أقرب ما يمكن من الحظر الكامل؟ كان رئيس الوزراء بوريس جونسون محقاً في سفره إلى الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية للحديث عن الإنتاج.
يجب على الرئيس بايدن أن يفعل الشيء نفسه. نعم، هذه معركة بين الديمقراطية والاستبداد، لكن هذا لا ينبغي أن يحدد مع مَن سنتحدث ونعمل معه. إنه أيضاً صراع مُستميت وحرج فيما يتعلق بالوقت لمنع انتصار الشر.
أخيراً، أعتقد أن جماهيرنا مستعدة لتحمُّل العبء يمكن للناس مشاهدة الفظائع على شاشات التلفزيون.
أظهر الرأي العامّ البريطاني أنه سيُرحِّب باللاجئين. لقد رأيت التضامن الرائع في كل دولة أوروبية عندما ساعدت في نقل شحنة من الإمدادات الطبية وغيرها إلى الصليب الأحمر في بولندا.
ومع استمرار هذه الحرب المروّعة وتحوّل البلدات والمدن الأوكرانية إلى أنقاض، سيكون السؤال النهائي لقادة العالم صريحاً وبسيطاً: هل فعلت كل ما بوسعك للمساعدة؟ أخشى أن يكون لدينا بعض الطريق لنقطعه قبل أن نصل إلى الإجابة بـ “نعم” بملء الفم.