نداء بوست-أخبار عربية-طرابلس الغرب
هنّأ ولي العهد الليبي محمد الرضا السنوسي الشعب الليبي بعيد استقلال ليبيا في عام 1951.
وقال السنوسي في بيان: “تبْعثُ ذكرى استقلال بلادنا العزیزة، والتي نلتقي جمیعاً احتفالاً بھا الیوم؛ في أنفسنا فخراً وتَأثّراً، ونحن نستذكر ما استطاع آباؤنا وأجدادنا وفي مقدمتھم الأب المؤسس الملك إدريس السنوسي تحقیقه بتوفیق من الله عز وجل، مكللاً بالإخلاصِ والصدق والتفاني، من إنجاز نجحوا من خلاله أن یجمعوا أطراف بلادھم المترامیة في وطن واحد، رافعین فوق رایاته شعار التطلع إلى مستقبل واعد في دولة یحكمھا الدستور والقانون”.
وأضاف البيان “تُحیي ھذه الذكرى فینا مشاعر الاعتزاز بما استطاع اللیبیون تحقیقه منذ عقود طویلة، فإنھا في ذات الوقت، تبعث فینا مشاعر الأسى لما آلت إلیه أوضاع بلادنا خلال السنوات الماضیة، من صراعات مدمرة على المال والسلطة، حوّلَ من خلاله العابثون بمقدرات بلادنا؛ أرضھا إلى ساحة للحروب والاقتتال، وبثّوا بین أفراد شعبھا الأحقاد والنعرات، ولقد عانى مواطنونا من ھذا العبث والتلاعب الداخلي والخارجي طویلاً، وقد آن الوقت لأن ننفض عن أنفسنا وعن بلادنا ھذه الحقبة المظلمة من تاریخنا، وقد آن لھذه المعاناة أن تنتھي”.
ولفت في بيانه “لم یخالجني شك طوال العقود الماضیة، أن شعبَنا الأبي سیظلُ شامخاً وحائلاً أمام أي محاولات لسرقة حقه التاریخي في استرجاع شرعیته الدستوریة المتمثلة في المملكة اللیبیة، التي تعرضت خلال سنوات طوال لمحاولات وحملات من التشویه والتشكیك لیس آخرھا محاولة اختطاف دستور دولة الاستقلال من قبل البعض، بعد أن بات واضحاً للجمیع أنه لا سبیل لإصلاح حال وطننا، إلا بما صلُح به أولّه”.
وأضاف السنوسي “لقد أمضیت الشھور والسنوات القلیلة الماضیة في اللقاء والتشاور مع العدید من القوى الوطنیة والاجتماعیة في بلادنا، والتي اتفقت جمیعاً على اختلاف أفكارھا وتوجھاتھا، أن الشرعیة الدستوریة المتمثلة في المملكة اللیبیة ما زالت تمثل المظلة المناسبة لشركاء الوطن الواحد، وأنه لا سبیل للخروج من المأساة التي ألمت ببلادنا، إلا من خلال حوار وطني یضع نصب عینیه الوصول إلى بر الأمان المتمثل في دولة یحكمھا الدستور”.
وأشار إلى أنه “لقد أوضحت في جمیع لقاءاتي مع ممثلي القوى الدولیة ھذه الرؤیة الوطنیة الواضحة، والتي لا تقبل التأویل أو التسویف، في بناء الاتفاق الداخلي حول البناء السلیم للعملیة السیاسیة التي تحمل آمال مواطني بلادنا في الوصول إلى طریق یضمن لأمتنا وضع اللبنات السلیمة لبناء المستقبل الزاھر والاستغلال المناسب لحفظ ثرواتنا بما یخدم أجیالنا المستقبلیة، وموضحاً أننا سنحرص على أن نوفّر خلال المدة القادمة الدعم اللازم لما تتطلبه ھذه الخطوات من تشجیع ورعایة مناسبین”.
واعتبر أن “الاختلاف في الآراء والتوجھات ھو لأمر إنساني یتوافق مع ما جُبلت علیه طبیعتنا البشریة التي صورنا الله سبحانه وتعالى علیھا، ولكن ھذا الاختلاف یجب أن یترفع عن الأحقاد والكراھیة التي لا تؤدي إلا لمزید من الشقاق والتباعد، یجب علینا جمیعاً أن نمد أیدینا إلى بعضنا البعض، متحررین من أي ماض”.
وقال السنوسي: إن “واقع الشعب اللیبي الكریم مؤلم یُكبّل نفوسنا، وأي أحقاد تلبّد عقولنا، وأن نسمو فوق واقعنا المؤلم، وأن نشترك جمیعاً في بناء طریق مشرق لأجیالنا المستقبلیة في وطن یسوده العدل والمساواة والإخاء”.
وتحتفل ليبيا، يوم السبت 24 ديسمبر بالذكرى 71 لاستقلالها، الذي جاء تتويجاً لنضال الليبيين منذ أن وطئت أقدام المستعمر الإيطالي الأرض الليبية عام 1911، واستمر حتى الإعلان عن الاستقلال عبر قرار الأمم المتحدة الشهير الصادر في نوفمبر عام 1949 بمنح الاستقلال.
وفي مثل هذا اليوم من عام 1951، أعلن الملك الراحل إدريس السنوسي، من شرفة قصر «المنار» ببنغازي استقلال ليبيا، وقال في خطاب الاستقلال: «نعلن للأمة الليبية الكريمة أنه نتيجة لجهادها، وتنفيذاً لقرار هيئة الأمم المتحدة الصادر في 21 نوفمبر 1949، قد تحقق بعون الله استقلال بلادنا العزيزة».