نداء بوست – سليمان سباعي- حمص
هدد انقطاع مياه قناة الري المغذّية للأراضي الزراعية بريف حمص الشمالي بفشل محاصيل الموسم الصيفي من الخضار التي أقدم الفلاحون على زراعتها بعد اعتمادهم على وعود واهية من قِبل مؤسسة مياه الري التابعة لنظام الأسد بعدم إيقافها ضخ المياه لمنتصف شهر آب/ أغسطس القادم.
مراسل “نداء بوست” في حمص نقل عن عدد من الفلاحين قولهم: إن مواسم الخضار دخلت بمرحلة الخطر الذي يهدد بخسائر مالية فادحة بالنسبة إليهم، ناهيك عن الانعكاسات السلبية التي ستطرأ على السوق المحلية من خلال ارتفاع أسعارها بشكل غير مسبوق خلال الأيام القليلة القادمة.
عبد الرحمن التركماني أحد الفلاحين ضِمن منطقة الهاشمية شمال حمص قال: أقدم عشرات الفلاحين على استصلاح أراضيهم وتحسينها بعد حصاد موسم القمح، وبدؤوا بزراعة الخضار (البندورة- الخيار – الفليفلة- الباذنجان) وغيرها من المواسم التي تشتهر المنطقة بزراعتها نظراً لخصوبة أراضيها، معولين على الوعود التي حصلوا عليها من قِبل مؤسسة الري بإرفاد الأقنية بالمياه مع بَدْء زراعة الموسم الصيفي.
وأضاف التركماني أن المزارعين الذين تكلفوا بمبالغ مالية كبيرة لزراعة الموسم الصيفي تفاجؤوا بعدم فتح أقنية الري لغاية الآن، الأمر الذي أجبرهم -للتعويض عنها بشكل مؤقت- على استخراج مياه الآبار بواسطة مضخات المياه التي تعمل بالديزل.
ارتفاع أسعار المحروقات كارثة.. بهذه الكلمات بدأ الحاج خالد من سكان مدينة تلبيسة حديثه لمراسلنا مشيراً إلى أن شريحة واسعة من الفلاحين استسلموا للواقع المرير المتمثل بخسارة أجور حراثة الأراضي واستصلاحها فضلاً عن ثمن البذار والأسمدة التي قاموا برشّها ضِمن الأراضي قبل زراعتها للقضاء على الأعشاب الضارة بها.
وأشار الحاج خالد إلى أن كلفة ريّ الأراضي الزراعية بالاعتماد على مضخات الديزل ستزيد من خسارتهم بشكل مؤكد لا سيما في ظل ارتفاع سعر برميل المازوت الواحد لما يقارب مليوناً وثلاثمائة ألف ليرة سورية.
ورصد مراسلنا في حمص ارتفاع أسعار الخضراوات بشكل لا يتناسب مطلقاً مع موسم “المؤن” الذي ينتظره الأهالي ضِمن المناطق الريفية، ما سيتسبب بحرمان شريحة واسعة من أرباب الأسر من تأمين احتياجات عائلاتهم المعتادة.
وبلغ سعر كيلو البندورة 1500 ليرة سورية، وسعر كيلو الباذنجان 1350 ليرة، وسعر كيلو الفليفلة 1100 ليرة، والتي تعتبر من الخضراوات الرئيسية التي تحتاجها الأسر السورية لتموينها لفصل الشتاء القادم.