نداء بوست- ريحانة نجم- بيروت
ارتفعت وتيرة التحضير السياسي للاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة الجديدة، وتستمر الاتصالات واللقاءات في مختلف الاتجاهات، تحضيراً لإجراء هذا الاستحقاق يوم الخميس المقبل، ويبدو أن الرئيس نجيب ميقاتي هو الأوفر حظاً لتولّي رئاسة الحكومة الجديدة، بالرغم من التعقيدات السياسية وحتى النيابية التي يواجهها هذا الاستحقاق.
وتشير المعلومات إلى أنّ كتلة “التنمية والتحرير” (برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري) حسمت موقفها لجهة تسمية ميقاتي، كذلك تيار “المردة” وحزب “الطاشناق” وكتلة نواب الشمال، في حين أن كتلة “اللقاء الديمقراطي” ما زالت تدرس هذا الأمر، أما القوات فلم تحسم أمرها حتى الآن، ويبدو أنّها ستوحّد موقفها واللقاء الديمقراطي.
وفي حال انضم نواب كتلة “الوفاء للمقاومة” (كتلة حزب الله) إلى تسمية ميقاتي فإن المرجّح أن يحصل على 65 صوتاً.
أما تكتل “لبنان القوي” (برئاسة النائب جبران باسيل صهر رئيس الجمهورية ميشال عون)، فقد أعلن صراحة أنّه لن يسمّي ميقاتي، وبالنسبة للنواب التغييريين والمستقبليين، فهم بدورهم لن يصوّتوا لميقاتي ويتجه عدد منهم إلى تسمية السفير نواف سلام.
مصادر سياسية مطلعة تؤكد لـ”نداء بوست”، أنّ العبرة تبقى في تشكيل الحكومة بغض النظر عن الشخصية المكلفة، وتشير إلى أنّه حتى لو تم تكليف الرئيس نجيب ميقاتي الذي يحظى بدعم جهات دولية وداخلية فإنه يرتكز على هذا الدعم في مفاوضات التشكيل، إلاّ أن عملية التشكيل لن تتم بسهولة، وقد تستمر حكومة تصريف الأعمال إلى نهاية عهد الرئيس عون.
وتصف مصادر الوضع السياسي بأنّه معقد جداً وصعب لناحية تشكيل حكومة جديدة خاصة في ظل عودة منطق المحاصصة، والسقوف العالية التي يطالب بها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، بدعم من رئيس الجمهورية، أضف إلى ذلك التنوع داخل مجلس النواب، وتشرذم النواب التغييرين والمستقلين.
وعبّرت المصادر لموقعنا عن خشيتها من الدخول بمرحلة فراغ شامل، إذا لم تلبَّ طلبات باسيل وفريقه.
وفي المعطيات المتوافرة لصحيفة “النهار” اللبنانية حول تعقيدات التكليف، يأتي في المقام الأول الصراع الناشب بين “التيار الوطني الحر” والرئيس ميقاتي بسبب ما يوصف بالشروط التعجيزية التي يطرحها رئيس التيار النائب جبران باسيل للدخول إلى الحكومة الجديدة والموافقة على إعادة تكليف ميقاتي بتشكيلها.
وتفيد المعلومات أن من الاشتراطات التي يطرحها باسيل أن يتمثل “التيار” بثلاث حقائب وزارية رئيسية، هي وزارات الخارجية والطاقة والبيئة. وأن ميقاتي أقفل الباب على أي تفاوض في هذا الشأن.
وتقول مصادره: إنه ليس في وارد الخضوع لأي نوع من الشروط وليس في وارد القبول بأي تسميات أو فرض شروط عليه، وذلك في حال اختاره المجلس النيابي في الاستشارات المقبلة وتمت تسميته من قِبل الكتل النيابية.
في السياق، لفتت السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو إلى أن مستقبل لبنان يمرّ عبر إعادة بناء دولةٍ تكون بخدمة اللبنانيين الذين يُعامَلون كمواطنين مُتَساوين”. وأشارت إلى أنّ فرنسا، شأنها شأن المجتمع الدولي بأسره، مستعدّة لدعم الدولة في لبنان ومؤسساتها، ولكن لذلك شروط محدّدة، إذ إنه لا يجوز أن يتمّ تأخير الإصلاحات المنتظَرة بعد الآن”.