نداء بوست- سليمان سباعي – حمص
بدأت مخابرات الأسد المتواجدة في محافظة حمص بحملة مداهمات، وتفتيش ليل أمس الاثنين ضمن منطقة الحولة بريف حمص الشمالي بحثاً عن مطلوبين ممن قرروا العودة بعد تهجيرهم نحو الشمال السوري قبل ما يقارب الأربعة أعوام بحسب ما أفاد مُراسل نداء بوست في حمص.
مصدر أمني أفاد بوجود لائحة أسمية تضم أسماء تسعة أفراد من بينهم ثلاثة نسوة تسعى المخابرات الجوية لإيقافهم بتهمة التخابر مع "مجموعات معادية" وتزويدهم بمعلومات أمنية.
أحد سكان بلدة "تلدو" التي شهدت استنفاراً أمنياً لعناصر الأمن مساء أمس قال بأن مخابرات الأسد بدأت التدقيق بشكل مكثّف على العائلات التي تلجئ للسكن ضمن المنازل المستأجرة حديثاً، ووضعت مخاتير القرى، و أصحاب المكاتب العقارية تحت المسائلة القانونية في حال لم يتم الإبلاغ عن أي عائلة تحاول السكن أو استئجار شقة سكنة أو منزل دون إبلاغهم بالأمر.
مشيراً إلى أن شهري أيلول/سبتمبر وتشرين الأول/أكتوبر شهدا عودة العديد من العائلات المهجرة خارج سوريا سواء في لبنان أو تركيا، ناهيك عن عدد أخر ممن قرروا العودة من شمال سوريا، وهم أصحاب الحظّ العاثر "كما وصفهم" باعتبار أن عملية التنسيق للعودة من المناطق المحررة تتم عن طريق قوات الأسد التي تؤمن عبورهم مناطق سيطرته، ليكونوا ضحية للمآرب البشعة لقوى الأمن التي تجبرهم على دفع مبلغ مالي لإيصالهم للمنطقة ومن ثمّ تبدأ عملية الابتزاز للسكوت عن مكان إقامتهم وعدم الإبلاغ عنهم.
مراسل "نداء بوست" في حمص التي أجرى ريفها الشمالي اتفاقاً مع حكومة الأسد برعاية روسية مطلع أيار/مايو من العام 2018 الماضي أفاد عن اعتقال العشرات من الأشخاص في مدينة الرستن وتلبيسة بعد عودتهم من الشمال المحرر بذريعة عدم خضوعهم للتسوية السياسية موضّحاً بأن مصيرهم ما يزال مجهولاً لغاية الآن.
وتجدر الإشارة إلى ان الواقع المعيشي الصعب الذي يشهده لبنان في الآونة الأخيرة دفع بعشرات العائلات للعودة إلى الأراضي السورية، لتتم ملاحقتهم على الصعيد الأمني من قبل أجهزة المخابرات التابعة لنظام الأسد.