“نداء بوست”- عواد علي- بغداد
ردّ ما يسمى بـ”الإطار التنسيقي”، المكوّن من الأحزاب المهزومة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في العراق، اليوم الأربعاء، على تصريحات النائب السابق فائق الشيخ علي، التي تحدث فيها عن قرب إسقاط النظام السياسي في العراق عبر “فريق دولي” وصفه بالعظيم.
وقال القيادي في “الإطار” فاضل موات، في تصريح اطّلع عليه “نداء بوست”: إن “فائق الشيخ علي إنسان مهزوز، وكلامه جاء وفق اجتماعات يجريها مع جهات مخابراتية دولية مشبوهة في خارج العراق، وهي من تصور لهم الأمور بهذا النحو” وفق تعبيره.
واعتبر موات أن “حديث فائق الشيخ علي بعيد كل البعد عن الحقيقة والواقع”، مشيراً إلى أن “العراق لا يمكن له أن يكون كما يتحدث عنه الشيخ علي، فالعراق الحالي يختلف عن ما قبل 2003”.
وبين موات، وهو قيادي في “ائتلاف دولة القانون”، أبرز كتل “الإطار، أن “النظام السياسي في العراق قائم وفق الأطر الديمقراطية، ولا يمكن لأي طرف دولي وخارجي التأثير على هذا النظام”، عاداً حديث فائق الشيخ علي حول قرب انتهاء هذا النظام “مجرد حلم يتمنى هو ومن خلفه من جهات مخابراتية دولية مشبوهة تحقيقه، وهذا الحلم لن يتحقق مهما حاولت الكثير من الدول ذلك”.
وكان الشيخ علي قد تحدث لبرنامج “القرار لكم”، الذي تبثه فضائية “دجلة”، أمس الثلاثاء، قائلاً: “ظهوري في البرنامج سيكون آخر لقاء حتى العام 2024، وهو سيكون أقصى موعد للقضاء على النظام السياسي بالكامل”.
وأضاف أنه سبق أن حذّر من إسقاط نظام صدام حسين، واليوم يكرر تحذيره بذلك.
وسُئل الشيخ علي عن الجهة التي ستقود عملية الإسقاط النظام، فقال “لن أفصح عن ذلك، والقوى السياسية لا تعلم بها، حيث اتحفظ على الطريقة التي سيسقط بها النظام الحالي، لكن هناك فريقاً دولياً عظيماً يخطط الآن، وسينهي كل شيء عن طريق قوة ضاربة ومدمرة قادمة، ولن ترحم السياسيين الفاسدين”.
ولفت إلى أن “النظام المقبل سيكون نظاماً قوياً وشرساً جداً، ولا أريد أن أقول إنه نظام ديكتاتوري”.
وتابع حديثه “النظام القادم نظام عاصف لا يرحم على الإطلاق، ولن تقف بوجهه أي قوة بالعالم، ولا يوجد فيه من رجالات البعث، ولا مدّعي التمسك بالحكم من الشيعة.”
وعن دور المرجعية الدينية، قال الشيخ علي: “عليها ألا تتدخل في العملية السياسية، ودورها سيعود لسابق عهده بعد التغيير”.
وفي تعليقه على هجوم “الإطار التنسيقي” عليه، كتب الشيخ علي تغريدةً في حسابه بمنصة التواصل الاجتماعي “تويتر” قائلاً: “اكتبوا علِّقوا تحدثوا قولوا حللوا شككوا اتهموا اطعنوا شرِّقوا غرِّبوا اسرحوا امرحوا حلِّقوا تفلسفوا كما تريدون وتشتهون، فلن أرد عليكم، ولن أدخل معكم في نقاش، ولن أحاوركم.. لأنني مشغول ومنغمس بالإعداد للعراق الجديد. يعني بالعراقي ما عندي وكت، فاغتنموا الفرصة”.
ويُذكر أن فائق الشيخ علي (المولود في النجف/ العراق عام 1963) هو محامٍ وسياسي ليبرالي، وعضو مجلس النواب العراقي لدورتين على التوالي، وأمين عام حزب الشعب للإصلاح.
تخرّج في كلية القانون والسياسة جامعة بغداد- قسم القانون عام 1987. وبالرغم من ولادته لأسرةٍ دينية مرموقة، فقد دعى منذ عام 1991 إلى إقامة الدولة المدنية الديمقراطية الّتي تحافظ وتحمي المجتمع بأكملهِ، بغض النظر عن انتماءات أبنائه القومية أو الدينية أو الفكرية.
وواجه مشاكل كثيرة في السنوات الماضية بسبب مهاجمته المشروع القائم في العراق ما بعد عام 2003 على المحاصصة الطائفية والعرقية، وفضحه بعض رجال الدين الطائفيين ممن يستخدمون الدين لمصالحهم السياسية والشخصية، وكذلك نقده اللاذع، وبإسلوب يصل أحياناً إلى حد السخرية من الأحزاب الإسلامية المتحكمة في العراق.
وكان أحد المعارضين لنظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، وشارك في التمرد ضد النظام في آذار عام 1991، ولجأ إلى مخيم رفحاء في السعودية ومكث هناك سنةً واحدةً، ثم هاجر إلى إيران ومكث فيها شهرين، وعاد إلى السعودية، وغادرها إلى بريطانيا ليعيش لاجئاً سياسياً فيها منذ عام 1993 حتّى سقوط نظام صدام.
وشارك في العديد من الاجتماعات والمؤتمرات للمعارضة العراقية في لندن، ونشر العديد من المقالات السياسية في تسعينيات القرن الماضي في الصحف والمجلات العربية الصادرة في لندن مثل “الحياة”، و”الوسط”، و”العراق الحر”، و”المؤتمر”.
إلّا أنّه انقطع عن المشهد السياسي والإعلامي لثمانية أعوام بعد 2003 قبل أن يعود بشكل أقوى عام 2011، وأسس “حزب الشعب للإصلاح”، وهو حزب ليبرالي مدني وضع له نظاماً داخلياً، وعارض بشدّة الإسلام السياسي، وحكومة رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي، ودعم تظاهرات الشباب في تشرين عام 2019 بقوة وساندها منذ انطلاقها.