نداء بوست- سليمان سباعي – حمص
قال مراسل “نداء بوست” في حمص: إن نحو خمسة وعشرين عنصراً من ميليشيا “لواء القدس” أعلنوا عن انشقاقهم من صفوفه وغادروا نقاط الحراسة التي أُوكلت إليهم مهمة حراستها بمحيط منطقة البيارات بريف حمص الشرقي، وذلك عقب تعرُّض أحد الحواجز لهجوم مسلح من قِبل مجهولين أول أمس الثلاثاء تسبب بمقتل أربعة متطوعين بفعل الهجوم.
ونقل مراسلنا عن أحد مقاتلي “لواء القدس” قوله: إن عناصر النقطة (ب) المتواجدة على بعد 3 كم للجهة الجنوبية الغربية لمنطقة البيارات تعرضوا لهجوم بقذائف الـ RPG تلاه اشتباك مسلح مع مجموعة يُعتقد بانتمائها لتنظيم داعش، الأمر الذي تسبب بمقتل أربعة منهم بعدما رفض قائد العمليات العسكرية “غازي الحسن” إرسال قوة لمؤازرة العناصر وصدّ الهجوم.
وأردف المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه -لضرورات أمنية- أن هذه الحادثة أكّدت لجميع العناصر مدى استخفاف قادة الصفّ الأول ضِمن لواء القدس بأرواح مقاتليها، وأنهم عبارة عن “حطب للحرق” يتم التضحية بهم لحماية القادة العسكريين، ومقرات الميليشيات الإيرانية من أي هجوم لمقاتلي داعش، الأمر الذي دفعهم للانشقاق عنهم ومغادرة نقاط الحراسة صباح اليوم التالي.
وأكّدت مصادر متطابقة إبلاغ قائد العمليات العسكرية “غازي الحسن” لحواجز مخابرات الأمن العسكري والفرقة الرابعة المتواجدة على أوتوستراد حمص السخنة بضرورة إلقاء القبض على أي عنصر من ميليشيا “لواء القدس” لا يحمل تصريحاً رسمياً بمغادرة موقعه، متهمين العناصر المنشقين بتشكيل عصيان ومخالفة أوامر عسكرية.
ولفتت المصادر إلى أن العناصر الذين قرروا الانشقاق اضطروا للسير يوماً كاملاً على الأقدام لتجنُّب العبور على حواجز الأمن العسكري والفرقة الرابعة خشية الاعتقال، وأن مرؤوسيهم حاولوا الاتصال معهم لإقناعهم بالعودة لمقراتهم والعدول عن قرارهم، محذرين بالوقت ذاته من الملاحقات الأمنية التي ستطالهم في حال أصروا على الانشقاق.
وتجدر الإشارة إلى أنَّ من بين المنشقين صفَّ ضباط وعناصر منشقين بالأصل عن قوات النظام، الأمر الذي دفع معظمهم للتواري عن الأنظار في المرحلة الحالية خشية مداهمة منازلهم من قِبل السلطات الأمنية التي يعمل القائمون على ميليشيا “لواء القدس” بالتنسيق معها.