شهدت مدينة "رأس العين" في ريف الحسكة الشمالي، خلال الـ48 ساعة الماضية تفجيرين، بعبوة ناسفة وسيارة مفخخة، وذلك بعد بدء فريق الإصلاح بتنفيذ خطته لتوطيد الاستقرار في المنطقة.
وليل الأحد/ الاثنين انفجرت عبوة ناسفة قرب أحد المنازل في شارع "الأندلس" وسط المدينة، أدت إلى وقوع 7 ضحايا مدنيين، من بينهم 4 أطفال وإمرأة، وإصابة آخرين بجروح، بعضهم حالته حرجة.
وانفجرت سيارة مفخخة صباح اليوم الثلاثاء، على طريق المنطقة الصناعية شرق "رأس العين"، أدت إلى مقتل سائقها.
وتصاعدت وتيرة التفجيرات في مدينة "رأس العين" بعد بدء الفريق المكلف بإصلاح المنطقة بتنفيذ الخطة التي تهدف إلى إعادة الحياة إليها وتسهيل عودة المدنيين ومنع انتشار السلاح داخلها.
وحصل موقع "نداء بوست" في وقت سابق على معلومات حصرية حول تفاصيل الخطة، ونتائج الاجتماعات التي تم عقدها بين الفريق السوري الذي اقترحها ومسؤولين في القيادة التركية.
وعقب التوافق مع الجانب التركي الذي أعلن عن دعمه الكامل للخطة، بدأ الفريق الذي يترأسه القيادي في الجيش الوطني السوري "مصطفى سيجري" بجولات ميدانية وعقد لقاءات مع الفعاليات المحلية للوقوف على مشاكل الأهالي وبحث الحلول لها.
وبحسب مصادر "نداء بوست" فإن الفريق بدأ الشهر الحالي بشكل فعلي في عملية إصلاح الأسواق، وإعادة تأهيل المنطقة الصناعية، وترميم المساجد ودور العبادة.
ويؤكد القيادي في فرقة "المعتصم" التابعة للجيش الوطني "الفارق أبو بكر" وجود ترابط بين التفجيرات التي شهدتها المنطقة وبين العمل الذي تقوم به لجنة الإصلاح في "رأس العين"، وهدفها إيصال صورة للعالم بأن هذه المناطق غير أهلة للسكان وغير آمنة.
وقال "أبو بكر" وهو عضو لجنة الإصلاح إن الأخيرة تواصلت مع الكثير من الشخصيات في المنطقة لمخاطبة أهالي "رأس العين" المتواجدين خارجها للعودة إليها وتأمين طرق آمنة للعودة لهم.
وأشار في حديثه لموقع "نداء بوست" إلى وجود عقبات أمام عودة الأهالي تضعها "قسد"، التي تضغط أيضاً على المقيمين في المدينة من خلال أقاربهم المتواجدين في مناطق سيطرتها، حيث تتهمهم بـ"العمالة" للجيش الوطني وتركيا.
وأوضح أن "قسد" من مصلتحها أن تبقى المنطقة منكوبة وغير آمنة، لمنع عودة الأهالي إليها، ولإيهام الداخل والخارج بأن القائمين على المناطق الخارجة عن سيطرتها غير مؤهلين على ضبطها أمنياً واجتماعياً، وأنها الخيار الأفضل.
جدير بالذكر أن الجيش الوطني السوري سيطر على منطقة "رأس العين" في إطار عملية "نبع السلام" التي أطلقها في تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2019 بالاشتراك مع القوات التركية.