نداء بوست- ولاء الحوراني- درعا
حالهم كحال غيرهم من أبناء درعا يهاجر الأطباء على اختلاف اختصاصاتهم بحثاً عن حياة أفضل وهرباً من الأوضاع والمتطلبات المعيشية التي تزداد سوءاً وتعقيداً يوماً بعد يوم، فضلاً عن تردِّي الأوضاع الأمنية في المحافظة وتعرُّض عدد من الأطباء للابتزاز والخطف بقصد طلب فدية مالية مقابل إطلاق سراحهم أو عدم التعرض لهم.
وتعاني المحافظة منذ سنوات من هجرة عدد كبير من الأطباء هرباً من الحرب والاستهداف من قِبل النظام، إلا أن هذه الظاهرة باتت اليوم أشبه بالنزيف الحادّ، وأصبح الأطباء في المحافظة لا يتعدون عدد أصابع اليد، ما جعل الجميع يدقّ ناقوس الخطر ويعتبره وضعاً مخيفاً يهدد الواقع الصحي المهدَّد أصلاً في درعا.
وتعاني المحافظة وضعاً صحياً متردِّياً وضَعْفاً في الخدمات الطبية والعلاجية ونقصاً في المستلزمات والكوادر الطبية من جميع الاختصاصات.
ورغم ارتفاع أجور معاينة الأطباء وازديادها لما يقارب الأربعة أضعاف، حيث وصلت إلى 15 ألف ليرة سورية، وتجاوزت عند بعض الأطباء 25 ألف ليرة، لكنها تبقى "قليلة" أمام موجة الغلاء وسُوء الأوضاع المالية التي ساءت الأطباء كغيرهم.
اضطراب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية مجتمعة جعل من سورية بيئة غير ملائمة للكفاءات وأصبح طموح السوريين فيها -والأطباء ليسوا استثناءً- الهروب من المعيشة البائسة والنجاة من الواقع المأساوي بحثاً عن حياة تشبه الحياة.