نداء بوست- أخبار سورية- تل أبيب
في يوم 5 حزيران/يونيو 1967 شنت إسرائيل حرباً على ثلاث من دول جوارها العربي، دامت ستة أيام ألحقت فيها بالعرب هزيمة ساحقة.
وتسبب الهجوم الإسرائيلي في سقوط خسائر بشرية ومادية كبيرة، واحتلال أجزاء واسعة من الأراضي العربية، وتدمير أغلبية العتاد العسكري العربي.
وتتمثل أسباب هذه الحرب في اعتبار إسرائيل أن الأحداث التي تلت حملة سيناء عام 1956 (العدوان الثلاثي) تشكل تهديداً لأمنها.
ومن أبرز هذه الأحداث جهود التسلح التي كانت تبذلها مصر بقيادة جمال عبد الناصر، وكذلك قرار القمة العربية 1964 في القاهرة بتحويل مياه نهر الأردن في كل من سورية ولبنان وتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية 1965.
بدأت القوات الإسرائيلية هذه الحرب بالتمهيد لمدة ثلاث ساعات، بغارات جوية على مصر في سيناء والدلتا والقاهرة ووادي النيل.
كذلك كانت الغارات على ثلاث موجات نفذت الأولى 174 طائرة والثانية 161 والثالثة 157 بإجمالي 492 غارة، ودُمّر فيها 25 مطاراً حربياً وما لا يقل عن 85% من طائرات مصر وهي جاثمة على الأرض.
وكذلك هاجمت القوات الإسرائيلية الحدود السورية الأردنية في ذات التوقيت مع الهجوم على الأراضي المصرية.
السياسي السوري فيصل السليم قال: إن نكسة حزيران تُعدّ وصمة عار تُضاف إلى هزائم الحُكام العرب في تعاملهم مع الكيان الصهيوني لأن الجيوش العربية كانت تمتلك من حيث القوة والعدد أكثر من قوات كيان الاحتلال على الجبهات ولكنها بالنهاية خسرت مناطق شاسعة”.
وأضاف في حديث لموقع “نداء بوست” أن “هناك وثائق تشير إلى أن الاتحاد السوفياتي أخبر حافظ الأسد بموعد الهجوم الإسرائيلي ولكن الأحداث التي جرت تؤكد أنه كان هناك اتفاق بين إسرائيل وحافظ الأسد على تسليم الجولان مقابل تثبيت حكمه”.
ورداً على الضربة الجوية الإسرائيلية؛ قامت القوات الجوية الأردنية بقصف مطار قرب كفار سركن. أما الطيران السوري فقد قصف مصافي البترول في حيفا وقاعدة مجيدو الجوية الإسرائيلية، بينما قصفت القوات العراقية جواً بلدة نتانيا على ساحل البحر المتوسط.
لم تكتفِ إسرائيل بقصف السلاح الجوي المصري بل قصفت عدة مطارات أردنية منها المفرق وعمان، ودمرت 22 طائرة مقاتلة و5 طائرات نقل وطائرتَيْ هليكوبتر.
كما قصفت المطارات السورية ومنها الضمير ودمشق، ودمرت 32 طائرة مقاتلة من نوع ميغ، و2 اليوشن و28 قاذفة. وهاجمت القاعدة الجوية هـ3 في العراق.
توقفت الحرب مساء يوم 10 حزيران/ يونيو، وصدر قرار من مجلس الأمن 236 الساعة الرابعة والنصف من يوم 11 حزيران/ يونيو ينص على إدانة أيّ تحرُّك للقوات بعد 10 حزيران/ يونيو.
وبانتهاء الحرب حققت إسرائيل نصراً كبيراً كانت له نتائج مهمة عسكرياً وسياسياً واقتصادياً. وخسر العرب في هذه الحرب المزيد من الأراضي لصالح إسرائيل ومنها الضفة الغربية والجولان السورية وصحراء سيناء المصرية وقطاع غزة.
وأجبرت تلك الهزيمة التي مُني بها العرب ما بين 300 و400 ألف عربي من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة والمدن الواقعة على طول قناة السويس (بورسعيد والإسماعيلية والسويس) على الهجرة من ديارهم، وخلقت مشكلة لاجئين فلسطينيين جديدة أُضيفت إلى مشكلة اللاجئين الذين أجبروا على ترك منازلهم بعد أحداث النكبة عام 1948.
واستولت إسرائيل أثناء الحرب على مساحات شاسعة من البلاد العربية (69347 كلم2).
وإذا تمت المقارنة بما استولت عليه عام 1948 وأقامت عليه دولتها (20700 كلم2) فإنه يتضح أن هزيمة حزيران/ يونيو أضافت لإسرائيل ما يعادل ثلاثة أضعاف ونصف ضعف مساحتها التي كانت عليها يوم 4 حزيران/ يونيو 1967.