نداء بوست – جورجيوس علوش – السويداء
تقع بلدة حران إحدى أهم المناطق الأثرية في الشمال الغربي من محافظة السويداء على مسافة 26 كم، وفيها بقايا آثار بئر أثري “بئر النبي أيوب”.
وتأتي أهمية البئر في الدرج الكبير الذي يتجاوز عدد درجاته 80 درجة حتى تصل إلى الماء، وكنيسة المعمدانية وقصر كبير وغيره من الآثار غير المكتشفة.
لكن أهم آثارها نقش أثري يعود تاريخه إلى سنة 568م ويُعتبر أول نصّ كامل بكلماته وتراكيبه جميعاً، وُجد هذا النقش الذي يعود إلى سنة 568-569م مكتوباً على حجر فوق باب كنيسة يوحنا المعمدان في اللجاة -بالتحديد في حران- عليه كتابتان يونانية وعربية.
الدكتور الباحث علي أبو عساف قال بأنه يعود إلى العصر الغساني حيث وضعه أمير مملكة كندة على باب كنيسة القديس يوحنا المعمدان بمناسبة افتتاحها، والخط واضح وهو يشبه النسخيّ القديم لقربه من العصر الإسلامي المبكر.
وقد استطاع العالم (ليتمان) قراءته بصورة صحيحة وهذا هو النص: {أنا شراحيل بن ظالم بنيت هذا المرطول سنة 463 بعد مفسد خيبر بعام}.
ويضيف ليتمان أن مفسد خيبر هو إشارة إلى غزوة أحد أمراء بني غسان لخيبر وهو يعود في ذلك لابن قتيبة.
وقد أكد المستشرق نولدكه أن هذا التاريخ بعد مفسد خيبر بعام يصادف 568-569م أي قبل التاريخ الهجري بأربع وخمسين سنة.
ويترجم نولدكه النص اليوناني “أنا شراحيل بن ظالم شيخ /حاكم القبيلة أسست مقام الشهيد هذا للقديس يوحنا”. موضحاً بأن كلمة المرطول تعني مقام الشهيد.
وبالإضافة إلى هذا النقش فقد كُشفت مؤخراً أحجار تحمل نقوشاً وكتابات صفائية تعود لمنطقة تلول الصفا في بادية السويداء الشرقية، وقد كشفها الأثري فراس زيتوني فقام بالتقاطها والحفاظ عليها أثناء خدمته العسكرية، وتقوم مجموعة من المهتمين بتحليل وترجمة الكتابات.