نداء بوست- جورجيوس علوش- السويداء
يستمر نظام الأسد في معاقبة أهالي السويداء بالتضييق تارة وبالسماح بالفلتان الأمني وتشجيعه تارة أخرى إلى غير ذلك من ممارسات بل تجاوز ضرره البشر إلى الحجر ولا سيما إن كان يعود بمبالغ مالية ضخمة فقد تعرضت المواقع الأثرية والتاريخية خلال السنوات الأخيرة للنهب والتخريب من قِبل أجهزة الأمن التابعة لنظام الأسد ومقربين من القصر الجمهوري.
وغالباً ما كان يتم ذلك عَبْر إنشاء مواقع عسكرية أو وضع اليد عليها بذريعة أنها أملاك عامة تعود للدولة، لإخفاء عمليات التنقيب بحثاً عن لقىٰ وكنوز مدفونة.
وفي العقد الأخير ازدادت كثيراً التعديات وعمليات التنقيب عن الآثار وسرقتها داخل مدينة السويداء القديمة بسبب الفلتان الأمني الذي تعيشه المحافظة.
كما تدار هذه العمليات من أفراد مرتبطين بأجهزة أمنية ولا سيما فرع المخابرات العسكرية في السويداء ، والذي يقدم الغطاء الأمني أثناء عمليات الحفر.
ولقد طالت هذه التعديات الكنيسة الرومانية بالمدينة التي تعتبر وبحسب البعثة الأثرية الفرنسية التي عملت عام 2000 في الموقع ، من أقدم الكنائس في الشرق الأوسط إذ يعود تاريخ بنائها إلى عام 250 الميلادي.
ولا يخفى على أحد تعمُّد النظام إهمال هذه المواقع والتي كانت ستستقطب آلاف السياح ، فيما لو أُنشئت المرافق السياحية لخدمة وتلبية حاجات ومتطلبات الزوار.
وبالتالي خلق فرص عمل إضافية والمساهمة بإنعاش واقع المحافظة الاقتصادي الفقير تاريخياً، ولكنها تركت للنهب والسرقة والتخريب الممنهج على الرغم من أهميتها في تاريخ المنطقة.
وتحتوي محافظة السويداء على 400 موقع أثري مسجل من قِبل مديرية الآثار إضافةً إلى عشرات المواقع غير المسجلة.
وبحسب منظمة اليونسكو تعتبر السويداء منطقة غنية بالمواقع والمعالم الأثرية التي يعود تاريخها للحقبة البرونزية وحتى العهد الإسلامي مروراً بالرومانية والبيزنطية.
وفي سياق آخر، شهدت السويداء عدة أحداث أمنية، نتيجة الفلتان والفوضى، بدأت مع إطلاق النار على ممرض يعمل في المشفىٰ الوطني.
وأشار مراسل “نداء بوست” في السويداء، إلى أن الممرض فداء أبو مغضب, عاد من مناوبته إلى المنزل بناءً على اتصال من زوجته التي لاحظت حركة بجانب سيارته, فتلقته مجموعة من اللصوص وأطلقوا عليه النار, لينقل على إثرها إلى دمشق لخطورة حالته.
وتزامن ذلك مع إلقاء مجهولين لقنبلة على منزل أحدثت به أضراراً مادية.
والحدث الأبرز قد في حصل جنوب السويداء غرب بلدة القريا، عندما حاصرت مجموعة مسلحة عائلة كانت تقطف النباتات البرية، وأطلقوا النار باتجاهها.
فحضر على إثر ذلك مجموعات أهلية من القريا والقرى المجاورة واشتبكت مع المسلحين واستطاعت تأمين خروج العائلة من المنطقة، ونتج عن الاشتباك إصابة أحد الشباب الذين اشتبكوا مع المسلحين وثم نقله إلى المشفىٰ ، ولم يتم التأكد من وقوع إصابات في صفوف المجموعة المسلحة المجهولة.
ويُشار إلى أن هذه المنطقة ومنذ 3 سنوات مضت، تعتبر منطقة توتر دائم, ولم تنفع كل المحاولات التي بُذلت من كل الأطراف لحل المشاكل العالقة مع مسلحي العشائر، التي كانت تقطن سابقاً بلدة القريا.
وفي الشمال من السويداء، بالقرب من مدينة شهبا، تعرض عقيد متقاعد لإطلاق نار من قبل مجهولين، ونقل على إثرها إلى المشفىٰ ولم تعرف الحيثيات وأسباب إطلاق النار عليه.
وبالتزامن، اقتحمت مجموعة مسلحة مشفىٰ العناية الخاص في مدينة السويداء، وأجبرت الكادر الطبي على تقديم العلاج لمصاب أحضروه للمشفىٰ، ورجحت مصادر محلية تبعية المجموعة للأجهزة الأمنية.
وعلى هذا المنوال، تتسارع الأحداث وتتطور وتزداد خطورة في السويداء، نتيجة حالة الفلتان والفوضى التي تعيشها المحافظة، تحت أعين أجهزة النظام الأمنية.