نداء بوست-ريحانة نجم-بيروت
ينتظر لبنان عودة الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين إلى بيروت مطلع الأسبوع المقبل، ومن المقرر أن يلتقي عدداً من المسؤولين وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية ميشال عون وكل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
في هذا الوقت، أشار الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله إلى أن الأمريكي والإسرائيلي يسعيان لسلخ مساحة كبيرة من هذه المنطقة عن لبنان بما تحويه من حقول وثروات، وقال إن شركات مُنعت من أن تقدم على التنقيب لصالح لبنان وحتى الشركات التي تقدّمت ممنوعة من العمل، فالأمريكيون والإسرائيليون هددوا هذه الشركات.
نصر الله أعلن أن “المقاومة تملك القدرة المادية والعسكرية والأمنية والمعلوماتية واللوجستية والبشرية لمنع العــدو من استخراج النفط والغاز من حقل كاريش.
وأضاف “نحن لدينا هذه القدرة، وكل إجراءات العدو لن تستطيع لا أن تحمي هذه المنصة العائمة ولن تستطيع أن تحمي عملية الاستخراج من حقل كاريش”.
وزعم “نلتزم أمام الشعب اللبناني أن المقاومة قادرة عسكرياً ومادياً على منع العدو من استخراج النفط والغاز من حقل كاريش وكل إجراءاته لن تحمي هذه المنصة العائمة”.
وأكد أن وظيفة المقاومة المساهمة في حماية لبنان وسيادته وأرضه ومياهه ونفطه وغازه وكرامته وهذا واجبها الأخلاقي والوطني والديني والجــهادي وهذه المقاومة لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي أمام نهب ثروات لبنان وكنز لبنان والأمل الوحيد للشعب اللبناني”.
وعن موقف حزب الله من المفاوضات قال: نحن لا نتدخل لا بالخطوط ولا بالترسيم ونحن شرحنا هذا الموقف وحيثياته وأسبابه، وقلنا من عام 2000 ترسيم الحدود مسؤولية الدولة، ولن نجلس على أي طاولة مفاوضات، واعتبر أنه على الشركة اليونانية أن تعلم أنها شريكة في الاعتداء على لبنان وأن عليها سحب السفينة فوراً، وقال إن على هذه الأخيرة أن تتحمل المسؤولية الكاملة عن ما قد يلحق بهذه السفينة مادياً وبشرياً.
في المقابل قال وزير المال في حكومة العدو أفيغدور ليبرمان، فيما يبدو أنّه رد على كلمة نصر الله “لن يملي علينا أحد ما إذا كنا سنستخرج الغاز من مياهنا أم لا، مشيرًا إلى أنّ الكيان الإسرائيلي سيواصل اتخاذ القرارات وفقا لمصالحه دون اعتبار لأي تهديدات.
من جهته دعا مفتي الجمهوريّة اللّبنانيّة الشّيخ عبد اللطيف دريان، إلى “حسم قضيّة ترسيم الحدود البحرية اللبنانية، وأن تجرى المفاوضات بجديّة وعلى أُسس واضحة المعالم، تتّسم بالإيجابيّة لمصلحة لبنان واللّبنانيّين والمحافظة على ثروته.
وأعرب دريان عن أمله أن “تثمر الوساطة الأمريكية حلّاً يضمن حقّ لبنان في حدوده الطّبيعيّة الّتي رسمتها الاتّفاقات الدّوليّة، مشدّدًا على أن يكون هناك إجماع لبناني في عمليّة التّرسيم وإجراء المفاوضات، والابتعاد عن السّجال الشّعبوي والمصالح الشّخصيّة في هذا المجال.
في وقت سابق، أكّد الرئيس اللبناني ميشال عون على أنّه سيواصل جهوده للوصول إلى نتائج إيجابيّة في ملف ترسيم الحدود البحريّة الجنوبيّة، لا سيّما مع مجيء الوسيط الأمريكي في المفاوضات غير المباشرة مع الكيان الإسرائيلي السّفير آموس هوكشتاين، إلى بيروت مع بداية الأسبوع المقبل”. وقال عون سنطلب من هوكشتاين استئناف مساعيه لإعادة تحريك المفاوضات غير المباشرة، خصوصاً أنّ لبنان يريد من خلال هذه المفاوضات أن يتمكّن من استثمار ثروته النّفطيّة والغازيّة في المياه اللّبنانيّة، وأن يحافظ على الاستقرار والأمن في المنطقة الحدوديّة”.