أبلغت شركة النقل "بابل" مساء أمس الاثنين جميع السائقينَ، والعاملينَ ضِمنَ كوادرها عن توقفِ العمل ضِمن مناجم استخراج الفوسفات من ريف حمص الشرقي إلى الساحل السوري قبلَ أن تبدأ عملية شحنِهِ إلى الأراضي الروسية والإيرانية حتى إشعار آخر.
وقالت مصادرُ خاصة لـ "نداء بوست": إن "الأوامِرَ أتت من مطار حميميم بوقفِ أعمالِ جميع سائقي سيارات الشحن العاملة ضِمنَ منجمَيْ استخراج الفوسفات في منطقة "الصوانة، وخنيفيس" مع الإبقاءِ على آلياتِ الحفرِ، وعُمال المراقبة فقط".
وأشارت المصادر إلى أن "قرارَ وقفِ العمل الصادر عن مطار حميميم تمّ تبليغُه لمُدير شركة "بابل" المدعو "رامز العلوش" أحد أبناء مدينة حمص، والمسؤول عن نقلِ الفوسفات تحتَ حمايةِ ميليشيا "سند الأمن العسكري" التي تحظى بدورها بدعمٍ من قِبل القوات الروسية".
وأكد مراسلُ "نداء بوست" إيقافَ استجرار مُخصصات مادة "المازوت" من مصفاة محافظة حمص إلى محطة "موسى" التي تمّ اعتمادها كمورّد أساسي للسيارات الشاحنة العاملة ضِمن شركةِ "بابل" لتأمين احتياجاتِ سائقِيها من "الديزل" أثناء نقلِ الفوسفات في ظل ارتفاع أسعار المحروقات وفِقْدانِها من المِحَطّاتِ العامةِ في المنطقة.
وفي السياق أوقفت شركة "يارا" المحسوبة على ميليشيا حزب الله اللبناني نشاطها ضِمن مَنجمِ فوسفات "خنيفيس" بالتزامن مع إبلاغِ السلطات الروسية بوقف جميع أعمالِ النقل إلى الساحلِ السوري بشكل مفاجئ.
الأمر الذي فسّرهُ العاملون ضِمن الشركة بوجودِ تنسيقٍ مُشترك بينَ كلٍ من إيرانَ وروسيا، بينما ذهبَ البعضُ للقول بوجودِ خلافاتٍ بين الدولتين انعكست بدورها على آليةِ سير العمل.
وتجدرُ الإشارة إلى أنَّ النظامَ السوري لا يمتلكُ أي سُلطةٍ في مِنطقة ريفِ حِمص الشرقي حول استخراجِ مادة الفوسفات، وذلك بعد ما تمّ منحُ روسيا عقوداً طويلة الأمد لاستخراج الفوسفات، والتي انفردت بنسبة القرار الأكبر حولَ آلية العمل وسيرهِ في المنطقة عَقِبَ دُخولِ شركاتٍ لُبنانيةٍ برعايةٍ إيرانية لمنافسة موسكو على استخراج الفوسفات ونقلهِ إلى طهران.