نداء بوست- ريحانة نجم- بيروت
في مخيم بر إلياس للاجئين السوريين في البقاع الأوسط يعيش العم أبو نزار هو وعائلته، في خيمة متواضعة من ثلاث غرف (غرفة مخصصة للنوم، مطبخ صغير، غرفة للجلوس، وحمّام صغير)، تحتوي الغرفة على أثاثات متواضعة، والحاجات الأساسية لكل عائلة.
أبو نزار وهو اللاجئ السوري محمود الحسن، أب لثلاثة أطفال، ويعمل مياوماً في مجال البناء والنجارة، يقول لـ”نداء بوست”: إنّ عمله تراجَع كثيراً مع تدهور الأزمة الاقتصادية في لبنان وانهيار الأوضاع المعيشية.
في خيمة أبي نزار المتواضعة، ترى نوراً يشع من وجه ابنه نزار الطفل ذي الاحتياجات الخاصة، الذي يجلس طوال الوقت على كرسيه المخصص له، ابتسامته لا تفارق وجهه طوال الوقت.
نزار كغيره من الأطفال الذي كانوا ضحية أخطاء طبية أو بشرية، ما حصل لنزار كان نتيجة خطأ حدث بعد ولادته في أحد المستشفيات في سورية، حيث وقع من يدَي الطبيبة التي كانت تحمله على الأرض على مسافة متر واحد، كما يروي الوالد، ويقول إنّه وقع على رأسه، مما أدى إلى ثلاثة كسور في جمجمة الرأس، ونزيف داخلي في الدماغ، ما أدى بالتالي لخلل في خلايا المخ.
ويسرد أبو نزار أنّ ولده دخل في غيبوبة لمدة 45 يوماً، ويقول: إنّه بسبب الإهمال الطبي، والسعي للتستر على الإصابة، تفاقمت أزمته، وأصبح يعاني من التهابات بخلايا المخ أدت إلى اختلاجات حرارية، وتقلص في أوتار الأعصاب مع مرور الوقت، وبات يعاني اليوم من شلل رباعي.
يحتاج نزار إلى ثلاثة أنواع من الأدوية بشكل دائم، كما أنّه بحاجة إلى “فوط” يومية، ويوضح والده أنّ أحد الأدوية يؤمَّن عن طريق المستوصف الوجود في المنطقة، أما النوعان الآخران والفوط، فيُؤمِّن تكاليفها بمفرده، ولا أحد يقدّم له المساعدة في هذا المجال، حيث إنّه يسعى دائماً للعمل في أي مجال من أجل تأمين أدوية طفله واحتياجاته، وأيضاً احتياجات العائلة الأخرى.
ويقول أبو نزار: إنّ سعر الدواء أصبح الآن في ظل الغلاء الحاصل في لبنان 350 ألف ليرة، وهو يحتاج كل شهر علبةً من كل دواء، ناهيك عن الفوط اليومية، كما أنّ ولده بحاجة لعلاج فيزيائي بشكل دائم، لكنّه يشير إلى أنّه لا يمكنه تغطية تكاليف العلاج.
أبو نزار يؤكد أنّه لا يبغي أي أموال أو تبرعات أو مساعدات، وإنّما غايته الأولى تأمين علاج لطفله الذي يعيش أوضاعاً مأساويةً للغاية، أو تبنيه علاجياً في الخارج لأنّ الدول الغربية لديها مراكز مخصصة لهذه الحالات.