نداء بوست – هاني العبد الله – إسطنبول
شهد معرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي، إقبالاً لافتاً من مؤسساتٍ تعليمية ودور نشر جاءت من معظم الدول العربية وبعض الدول الغربية، في مشهدٍ يُضفي أهميةً بارزة على ذلك المعرض.
وشارك في المعرض الذي افتُتح السبت الماضي، 250 دار نشر من 29 دولة عربية وإسلامية من وسط آسيا وبعض الدول الغربية مثل دول البلقان، حيث احتوى المعرض أكثر من 15 ألف عنوان لكتب متنوعة تهدف للوصول إلى القارئين العربي والتركي.
ويتضمّن المعرض المستمرّ حتى التاسع من الشهر الحالي، نحو 100 فاعلية متنوعة، من محاضرات وندوات فكرية وحفلات توقيع كتب وأمسيات شعرية ونشاطات فنية متنوعة.
وقال مسؤول الدار الأندلسية للتراث والنشر، الدكتور علي محمد علي النقراط، لموقع نداء بوست: “لديّ دار للنشر في مدينة ادنبرا عاصمة إسكتلندا، وشاركت في هذا المعرض للوصول إلى القارئ العربي وتقريب بعض المفاهيم له، وتقديم نماذج من منشورات الدار، والتي تركز في مجملها على الحضارة الأندلسية”.
من جهته قال مسؤول دار “التوحيد” من السعودية، محمد رامي: “نشارك للمرة السابعة على التوالي في معرض إسطنبول للكتاب، والإقبال حتى الآن جيد مقارنةً بالسنوات الماضية، وغالبية الزوار يسألون عن الكتب الفقهية الحديثة، ونجتهد لتمكين القراء العرب في إسطنبول من اقتناء ما يحتاجون إليه من الكتب، علماً أن منشوراتنا تتخصّص في المجالات العلمية البحثية”.
اهتمام من الجانب التركي
شكّل وجود جالية عربية كبيرة في تركيا، واحداً من أهمّ الأسباب التي دفعت دور النشر العربية إلى المشاركة في معرض إسطنبول للكتاب، فضلاً عن الاهتمام التركي المتزايد بالكتاب العربي.
وأعلنت الجمعية الدولية لناشري الكتاب العربي في تركيا، أنه جرى تنظيم المعرض بالتنسيق مع جمعية واتحاد الناشرين الأتراك، وغرفة إسطنبول التجارية ووزارة الثقافة التركية وولاية إسطنبول.
وقال رئيس الجمعية الدولية لناشري الكتاب العربي، مهدي الجميلي، في مؤتمرٍ صحفي بإسطنبول قبل أيام: “بسبب الجاليات العربية الكثيرة والمتزايدة في إسطنبول وتركيا، نسعى إلى الانفتاح من تركيا على العالم وايصال الكتاب العربي والكتاب الديني للجاليات العربية المقيمة على الأراضي التركية ومختلف دول العالم غير العربي، ولاسيما أن تركيا تتوفر على مقومات صناعة الكتاب والنشر والتوزيع”.
وأضاف الجميلي “سعينا هذه السنة إلى توسيع دائرة المشاركات من الدول غير العربية، لدور النشر التي تهتم بالكتاب العربي وحتى على مستوى المؤسسات والجهات الأكاديمية والعلمية التي تهتم بالكتاب العربي وتُعنى بالثقافة العربية”.
الشباب حاضرون بقوة في المعرض
قررت إدارة معرض الكتاب في إسطنبول هذا العام، افتتاح قسم لخدمات شحن الكتب من إسطنبول، لتسهيل عملية البيع أون لاين، ويمكن للزبائن التواصل مع دور النشر عن بعد من خلال صفحات المعرض وقاعدة البيانات، بهدف تسهيل الربط والتواصل بين دور النشر المشاركة والزبائن في مختلف دول العالم.
كما أنه لأول مرة في تاريخ معرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي، يُفتح قسم خاص بالترجمة وبيع حقوق الملكية الفكرية، ما يعطي فرصة للقاء والتفاهم بين الناشرين العرب والأتراك.
وأفاد الداعية الإسلامي الكويتي، محمد العوضي، لموقع نداء بوست، أن “الشريحة الأكثر اقبالاً على المعرض هذا العام كانت من الشباب، ما يؤكد على وجود وعي لدى الشباب بأهمية الثقافة والكتاب، رغم ثورة التكنولوجيا والسوشال ميديا”.
ودعا العوضي “الشباب أن لا يستسلموا لليأس والإحباط، وأن يحرصوا على تغليب العقل على العاطفة وألا يتخذوا قراراتٍ سريعة، وأن يتحلّوا بالمثالية الواقعية، وليس بالمثالية الغير واقعية، وأن يكون لهم مرجعية واضحة”.
يذكر أن تنظيم المعرض الدولي للكتاب في إسطنبول، بدأ قبل 8 سنوات بمساحة 400 متر فقط ضمن معرض الكتاب التركي، بمشاركة 30 ناشراً فقط، ولكن مساحة النسخة السابعة تبلغ 10 آلاف متر، بمشاركة 29 دولة، ما يؤكد تزايد الاهتمام بهذا المعرض.