نداء بوست- عبدالله العمري- الحسكة
“الحنيني” كما يسميه أهالي الجزيرة السورية والذي يُعتبر أكلة شعبية تراثية وأساسية لدى معظم العوائل، يرتبط تقديمها بموائد السحور في شهر رمضان المبارك.
ويتميز الحنيني بسهولة وسرعة التحضير بالإضافة إلى توفُّر أغلب مكوناته لدى الأهالي، فضلاً عن طعمه الرائع.
يتكون الحنيني بحسب الحاجة أم ياسين (55 عاماً) -وهي من أهالي مدينة رأس العين- من التمر بكافة أنواعه ويُفضَّل التمر السعودي لمذاقه اللذيذ وسهولة إزالة النوى من داخله، بالإضافة إلى السمن البلدي، الذي يتوفر بحكم اعتماد أغلب أهالي المنطقة على تربية المواشي بشكل أساسي.
وتقول أم ياسين: إنها تقوم بتحضير طبق من الحنيني بشكل يومي على السحور حيث تنزع النوى من التمر وتطبخه مع السمن البلدي وتقدمه ساخناً على السحور، فيما يفضل بعض الأهالي إضافة القليل من الحليب إلى هذا الطبق.
وارتبط طبق الحنيني بوجبات السحور كما تقول أم ياسين نظراً للمواد المكونة له والغنية بالبروتينات والسكريات الأمر الذي يدفع عن الصائمين الجوع والعطش ويعطيهم الطاقة الكافية لإكمال صيامهم.
كما أن المواد الأساسية المكونة لهذا الطبق متوفرة بشكل دائم حيث يتوفر التمر خلال فصول السنة كاملة، بينما يتم تخزين السمن البلدي من قِبل ربات المنازل بطرق مختلفة للحفاظ عليه طيلة أيام السنة.
بالإضافة إلى ذلك فإن تكاليف إعداد هذا الطبق مقارنة مع باقي الأطباق قليلة، خاصة مع ارتفاع الأسعار، حيث يبلغ سعر كيلو التمر 5000 ليرة سورية للنوع العراقي و 6000 ليرة سورية للنوع السعودي، والكيلو غرام الواحد من هذا الطبق كفيل بأن يكفي عائلة مكونة من 7 إلى 8 أشخاص كحد وسطي.