نداء بوست -عبد الله العمري- الحسكة
أطلقت الفعاليات الصحية والمدنية في منطقة رأس العين شمال الحسكة، نداءات استغاثة ومطالبات للجهات الرسمية والمنظمات الدولية، بسبب سوء الوضع الصحية وتفاقم مخاطر الإصابة بالليشمانيا، وانتشارها في "رأس العين" و"تل أبيض" في منطقة "نبع السلام.
وأفادَ مدير الصحة في المجلس المحلي لمدينة "رأس العين" راكان الجلود بأن الإصابات تعدت حاجز الـ 17 ألف حالة، وبأنها مرشحة للوصول إلى20 ألف حالة.
وأضاف أن مرض الليشمانيا ناتج عن لدغة انثى ذبابة الرمل، وأنه ينقسم إلى قسمين، الأول جلدي ويظهر على شكل بقع وحبوب على الجلد وهو الأكثر انتشاراً، والثاني ليشمانيا حشرية، تصيب جوف البطن والأمعاء وهي نادرة الوجود.
وبالنسبة للإمكانيات المتوفرة لدى المديرية، قال الجلود: إنها ضعيفةً جداً وشبه معدومة، وسط غياب تام لمنظمات المجتمع المدني، على الرغم من كل المناشدات، فيما تتحمل المديرية لوحدها عبء معالجة المرض.
ويساهم التأخر في جلب اللقاحات، في ازدياد انتشار المرض، كما عزى الجلود السبب الرئيسي لظهور المرض هو التراكم الكبير، والعشوائي للقمامة، والنفايات وسط الأحياء، والمناطق السكنية المأهولة، وعدم الاهتمام بنظافة المدن بشكل جيد، بالإضافة إلى تربية المواشي، والحيوانات بشكل عشوائي، وتراكم مخلفاتها وسط القرى والبلدات، ونقص الوعي الصحي لدى الأهالي كونهم مازالوا يتبعون أساليب بدائية في معالجة المرض.
وقال مصدر طبي آخر من داخل حملة مكافحة الليشمانيا أن المنطقة تفتقر للكوادر الطبية المتخصصة والمدربة بشكل صحيح، وأنه لا يوجد في المنطقة طبيب جلدية مختص.
كما تفتقر لمخبر يجري التحاليل اللازمة. واضاف المصدر بأن المنطقة بحاجة إلى معالجة المسبب الأساسي لانتشار المرض ألا وهو انتشار مكبات النفايات، والمستنقعات، والخنادق التي تنتشر بشكل كبير في كامل مناطق ريف رأس العين، وتقع مسؤوليتها حسب تعبيره على عاتق البلدية، ومديرية الخدمات التابعة للمجلس، والتي ينبغي أن تنسق مع مديرية الصحة، ومع كافة دوائر المجلس المحلي، حيث تتطلب المشكلة تكاتف جهود الجميع.
فيما ذكر عدد من الأهالي، بأن اللقاحات المقدمة من قبل المجلس المحلي غير مفيدة حسب تعبيرهم.
خالد الحسن، والد طفلة مصابة بعمر الـ 10 سنوات، وإصابتها في الوجه، قال إنه قام بمراجعة المركز الصحي التابع للمجلس، وتلقى العلاج 6مرات لابنته دون فائدة، وأضاف بأنه بحالة شديدة القلق لإصابة ابنته كونها تترك ندوباً تصعب إزالتها.
أما محمود فهو شاب في ال 22 من عمره تعرض لعدة إصابات في جسده، ويعتبر نفسه أكثر حظاً، حيث طلب العلاج من أحد أقاربه المقيمين في تركيا، وأرسلوا له مراهم طبية لمعالجة مكان الندبة.
ولجأت أم حسين لعلاج قديم (طب عربي) صنعته جدتها لعلاج ابنها الصغير المصاب بقدمه إصابة خطيرة أدت حتى لتشويهها, ولكنها لم تنفع كما يجب.