نداء بوست- ملفات ومتابعات- واشنطن
وصف باحث في السياسة الخارجية التدخل الأميركي في سورية بالمريب، ومع ذلك لا يزال يحظى بتأييد كبير من الحزبين الديمقراطي والجمهوري داخل الكونغرس، وفي مؤسسة السياسة الخارجية.
وجاء في تحليل إخباري -نشره موقع “ناشونال إنترست” (The National Interest)- أنه في الوقت الذي انصب فيه اهتمام العالم على الحرب الروسية الأوكرانية والتوترات المتزايدة بين الصين والولايات المتحدة بشأن تايوان، تميل “المغامرات الأميركية الأخرى المقلقة” إلى الاستمرار من دون أن يلاحظها أحد.
وفي تحليله، يقول تيد غالين كاربنتر -زميل أول في دراسات الدفاع والسياسة الخارجية في معهد كاتو بواشنطن دي سي-: إن أحد الأمثلة البارزة التي تنطوي على خطورة بالغة هو استمرار الوجود الأميركي في سورية.
ويضيف كاربنتر في تحليله: إن تصاعد الاحتكاكات مع تركيا في ما يتعلق بسورية ليس مشكلة صغيرة، نظراً لأن “إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بحاجة ماسة إلى تعاون أكبر من أنقرة لتنفيذ سياسة حلف الناتو لعزل روسيا، رداً على غزوها أوكرانيا”.
ووفق زعمه، فقد ظل موقف تركيا من السياسة تجاه روسيا متأرجحاً، ونشب خلاف جديد مع واشنطن بسبب مغازلة أنقرة لطهران بشكل متزايد “وهو ما من شأنه تخفيف وطأة آثار العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة على إيران”.
ولعل آخر ما تحتاجه إدارة بايدن هو حلقة جديدة من التوترات مع تركيا في ما يتعلق بسورية.
ومضى المقال إلى تأكيد أن التدخل الأميركي في سورية استمر حتى في ظل التوترات المتفاقمة مع أنقرة. ويختم الكاتب بالقول، إن تدخل إدارة بايدن “المتهور” في الحرب الروسية الأوكرانية أكثر خطورة بلا شك، لأنه ينطوي على احتمال حدوث مواجهة مع قوة نووية تمتلك أنظمة توصيل قادرة على ضرب أهداف في أي مكان في الولايات المتحدة.
وفي تشرين الأول الماضي حذرت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية من انسحاب أمريكي عشوائي من سورية على غرار الانسحاب من أفغانستان”، وأضافت أن “الانسحاب الأمريكي المنسّق من شأنه أن يحسن بشكل كبير من احتمالية التوصل إلى اتفاق دبلوماسي، بشأن الوصول للمجال الجوي السوري”.