نداء بوست- محمد جميل خضر- عمّان
تداول ناشطون عَبْر مواقع التواصل الاجتماعي صورة لأحد أعمدة مدينة جرش الأثرية (58 كيلومتراً شمال العاصمة الأردنية عمّان)، تم تشويهه بعدما أقدم شخص مجهول على الكتابة عليه باستخدام علبة طلاء رشّاشة.
وعبر رواد التواصل الاجتماعي عن غضبهم تجاه الفعل، الذي اعتبروه مشيناً ويسيء للسياحة في الأردن، في الوقت الذي تسعى المملكة الأردنية الهاشمية لجذب المزيد من السياح.
في سياق متصل، قال مدير سياحة جرش فراس خطاطبة: إن المديرية تتابع منذ صباح السبت، حادثة الاعتداء على أحد أعمدة مدينة جرش الأثرية، وتشويهه باستخدام علبة طلاء رشاشة.
وأضاف الخطاطبة في تصريحات صحافية أن هذا الفعل يدخل في خانة السلوكيات الخاطئة التي من شأنها إفساد ما تم إنجازه خلال عطلة عيد الفطر، واستقبال جرش لأكبر عدد من السياح وعلى رأس المواقع السياحية الأثرية في المملكة.
وتحتل جرش المركز الثاني بعد البترا في قائمة أفضل الأماكن المحببة للزيارة في الأردن.
وتعد مدينة جرش القديمة التاريخية الوجهة الثانية المفضّلة لدى الزوار بعد البترا. وتتميز المدينة الأثرية بتعاقُب الحضارات عليها منذ أكثر من 6500 عام.
وشهدت المدينة عصرها الذهبي تحت حكم الرومان، ومن المعروف عن هذا الموقع أنه واحد من أفضل المدن الرومانية حالاً والمحفوظة للآن في العالم.
وتم اكتشاف هذه المدينة، التي ظلّت متوارية عن الأنظار تحت الرمال لقرون من الزمن، قبل 70 عاماً حيث تم التنقيب عنها وترميمها. وتتجلى عراقة المدن الرومانية المنتشرة في كافة أرجاء الشرق الأوسط في الشوارع المعمّدة والمعابد المتربّعة على قمم التلال والمسارح الجميلة والساحات والميادين العامة الواسعة والحمّامات والنوافير وجدران المدن المزيّنة بالبوابات والأبراج الشاهقة.
وتنبئ هندستها المعمارية والإشارات الدينية واللغوية عن امتزاج وتعايش ثقافتين جبّارتين في هذه المدينة، هما الثقافة الرومانية الإغريقية لبلاد البحر الأبيض المتوسط والتقاليد العربية المشرقية العريقة.
وشهدت المملكة في عطلة عيد الفطر السعيد حركة سياحية داخلية وخارجية نشطة من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية، بحسب وزارة السياحة.
وبلغ العدد الإجمالي لزوار المواقع السياحية والأثرية في المملكة كافة، من المواطنين والسياح العرب والأجانب في الأيام الثلاثة الأولى من عطلة عيد الفطر، نحو 190 ألف زائر.
وأكدت الوزارة في وقت سابق أن إجراءات الحكومة التخفيفية المتعلقة بجائحة كورونا، انعكست إيجاباً على تنشيط الحركة السياحية وزيادة أعداد السياح القادمين إلى المملكة، وتسهيل حركة وصولهم للمواقع السياحية.