نداء بوست- أخبار سورية- إسطنبول
خرج القائد السابق لجيش مغاوير الثورة المعزول حديثاً العقيد مهند طلاع، عن صمته، وكشف للمرة الأولى عن أسباب تنحيته عن منصبه.
وقال طلاع في تسجيل مصور: إنه خلال الفترة الماضية حرص على عدم تصدير مشاكل الفصيل إلى العلن بقصد الحفاظ عليه وحلها داخلياً وعدم الإثارة والتصعيد، ولعدم الانزلاق إلى سجالات ”لا تجني سوى مزيد من التشرذم ومزيد من الولاءات غير الوطنية”.
وأضاف: ”إلا أنني بعد أن شهدت العديد من التفسيرات غير المقبولة واللغط الذي أثار -وما زال يثير- بعض صغار النفوس قررت أن أوضح بصفتي أحد الضباط الذين حاربوا تنظيم داعش إلى جانب التحالف الدولي، إلا أن ذلك لم يُغيِّب عنا العدوَّ الأخطر والأهم نظام الأسد وحماته الروس والإيرانيين”.
وأردف: ”بعد أن أنجزنا أغلب مهامنا في مواجهة تنظيم داعش، إلا أن التحالف الدولي بقي مُصِرّاً على عدم دعمنا في عمليات ضد النظام بسبب تفاهُمات مع روسيا ما سمح للروس والإيرانيين بالتمدد في أكثر من منطقة، ومع ذلك نجحنا في أكثر من مرة في توجيه ضربات موجعة للنظام”.
كما كشف طلاع عن عدة محاولات بذلها التحالف الدولي لربط جيش مغاوير الثورة بقسد وحزب الاتحاد الديمقراطي PYD باعتباره جزءاً من التحالف الدولي، وهو ما تم رفضه من قِبل قيادة الجيش.
وأشار طلاع إلى أن جيش مغاوير الثورة لعب دوراً كبيراً في الحفاظ على أمن الحدود الأردنية ومنع عمليات تهريب المخدرات في المنطقة المتاخمة لمناطق انتشاره، مضيفاً: ”إلا أن المملكة أرادت أن نكون كبعض الفصائل الموجودة في المنطقة ونتحول إلى حرس حدود لها، إضافة إلى رأيها في وجود مخيم الركبان وممارستها أقصى الضغوط التي أدت إلى حرمان السكان من أبسط مقومات الحياة”.
كذلك أكد طلاع أن الأردن كان له الدور الأكبر في عدم اعتراف الهيئة العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة بمخيم الركبان كمخيم للاجئين.
وأكد أن تلك القضايا (مواجهة النظام، والانضمام إلى قسد، وموقف الأردن) هي مَا حددت موقف التحالف الدولي من إبقائه قائداً للجيش.
وأواخر شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، قرر التحالف الدولي عزل طلاع من منصبه وإحالته إلى التقاعد، وتعيين قائد لواء شهداء القريتين النقيب فريد القاسم بدلاً عنه، الأمر الذي أثار انقساماً داخل قاعدة التنف وداخل جيش مغاوير الثورة نفسه.
حيث أصدر جيش مغاوير الثورة بياناً قال فيه: إن القيادة العسكرية المشتركة للجيش تعلن للرأي العامّ أنها كفصيل سوري كانت وما زالت ملتزمة بالأهداف المعلنة للتحالف الدولي لمحاربة الإرهاب.
وأضاف: “ولكننا نعلن أيضاً بأننا نرفض بشكل قاطع ونهائي التدخل من قِبل أي طرف مهما كان في تحديد وتعيين قياداتنا الثورية التي ناضلت وضحت منذ نشأة الجيش لتشكيله وتدريبه وتطويره”.
وأكد أنه يرفض محاولة فرض النقيب فريد القاسم كقائد للجيش لأسباب عدة، أهمها أنه ليس من ضباط الفصيل أو من المنتسبين له، داعياً قيادة التحالف للتدخل بشكل مباشر “لتجنب التداعيات الخطيرة التي يمكن أن تنشأ نتيجة هذا القرار غير المسؤول”، حسب وصفه.
كما أصدر المجلس العسكري في “جيش مغاوير الثورة” بياناً قال فيه: “نحن المجلس العسكري في جيش مغاوير الثورة، نبين للجميع رفضنا القاطع لأي تدخُّل خارجي في تعيين قيادتنا الثورية في المنطقة، كوننا من ضحّى وناضل لتشكيل هذا الجيش”.
وأضاف: “كما نرفض وبشكل لا عودة فيه تعيين النقيب فريد القاسم لقيادة المغاوير، كونه من خارج صفوفها”.
تفاصيل عزل طلاع
تقول مصادر من داخل قاعدة التنف: إن التحالف الدولي اتخذ قرار عزل الطلاع بعد إبلاغه منتصف الشهر الماضي بأن قيادة القوات الأمريكية في القاعدة ستتغير، وسيتم استبدالها بأخرى من القوات الخاصة.
وخلال تلك الفترة كان الطلاع يخطط للسفر إلى تركيا لزيارة عائلته (وهو أمر قام به عدة مرات خلال السنوات الماضية)، وخلال الزيارة الأخيرة التي جرت في الأسبوع الثالث من الشهر الفائت، قدمت القيادة القديمة للقوات الأمريكية المساعدة لطلاع، حيث نقلته بمروحية خاصة إلى مطار عمان في الأردن ومنه سافر إلى مطار إسطنبول.
وأثناء تواجُد طلاع في إسطنبول، تم تبديل قيادة قاعدة التنف، لتقوم القيادة الجديدة بإرسال برقية إلى طلاع تفيد بعزله، ومن ثَمّ قامت بتعميم القرار على عناصر جيش مغاوير الثورة، الأمر الذي قُوبل بالرفض من أفراد وقيادة الفصيل.
كما أجرى الطلاع وعدد من القيادات العسكرية في الفصيل عدة اجتماعات عَبْر الفيديو مع قيادة قوات التحالف في التنف لثنيها عن القرار إلا أن تلك الجهود لم تثمر.
انقسام في الركبان
شهد مخيم الركبان الواقع على الحدود السورية الأردنية، انقساماً بين صفوف قاطنيه بعد قرار عزل طلاع، وتعيين القاسم بديلاً عنه، وتطورت الأمور إلى تنظيم وقوفات احتجاجية داخل قاعدة التنف.
وأعرب قسم من الأهالي عن رفضهم لقرار عزل طلاع كونه ”أحد رموز الثورة في المنطقة”، فضلاً عن رفضهم لتكليف القاسم بقيادة التشكيل.
وأرجع الأهالي سبب رفضهم لتولي القاسم منصب قائد الجيش إلى عدة أسباب أبرزها ”قسوته” وعدم قدرته على تولي شؤون المدنيين المحاصرين في المخيم، وبسبب ضلوعه في وقت سابق بقتل أحد السكان تحت التعذيب.
كما نشر المجلس المحلي لـ”الركبان”، تسجيلاً مرئياً وصوراً، قال إنها لاحتجاجات شارك فيها العشرات من قاطني المخيم داخل أسوار قاعدة التنف، رفضاً لقرار عزل الطلاع.
وحينها أشار المجلس عبر صفحته الرسمية على موقع “فيس بوك” إلى أن الاعتصام مستمر ليومه الخامس على التوالي أمام مقر التحالف من أجل العدول عن قرار العزل.
الظهور الأول للقاسم
ظهر القائد الجديد لجيش مغاوير الثورة فريد القاسم، في الثاني من الشهر الجاري، لأول مرة منذ تعيينه من قِبل القيادة الأمريكية، في مقطع مصور إلى جانب قائد القوات الأمريكية في سورية والعراق العقيد براين ديكوتي.
وقال القاسم في ظهوره المقتضب: إنه “يتطلع للتعاون مع الجميع من أجل بناء سورية المستقبل، والمحافظة على علاقات جيدة مع الجيران، وإنشاء قوة تحافظ على المنطقة تكون مشاركة في مستقبل سورية”.
في حين وجَّه ديكوتي عبارات المباركة للقاسم بمنصبه الجديد، وتعهَّد بتقديم “الدعم بكافة أشكاله، والاستمرار في دعمه خلال المستقبل”، قائلاً: “نحن معك”.