نداء بوست – أخبار سورية – دمشق
شهدت أسعار الألبسة في مناطق سيطرة الأسد مستويات غير مسبوقة وخصوصاً ملابس الأطفال مع حلول عيد الفطر السعيد.
كما بلغ الحد الأدنى لشراء ملابس العيد لطفل واحد -من أسوأ أنواع البضائع وأقلها جودة في مناطق سيطرة الأسد- نحو 70 ألف ليرة سورية.
ونقلت صحيفة الوطن الموالية عن رئيس لجنة صناعة الألبسة في غرفة صناعة حلب محمد زيزان، قوله: إن الموضوع لا يتعلق بأسعار منتج ما، بل هو حلقة متكاملة تؤثر في كل شيء، “فارتفاع سعر سلعة غذائية واحدة سيؤثر حتماً في صناعة الألبسة وغيرها من الصناعات، وبالتالي سيرتفع سعر السلعة”.
وزعم زيزان أنه لا يوجد إمكانية تلاعب صاحب المحل بسعر القطعة، إلا في حالة استبدال البطاقة المرفقة بها بأخرى جديدة وسعر جديد.
كما أشار إلى أنها مخالفة كبيرة تصل عقوبتها إلى السجن 5 سنوات وغرامة 10 ملايين ليرة.
من جهته أكد المدرب في الجمعية السورية لمصممي الأزياء باسم بيطار، أن عيدَي الفطر والأضحى هما موسما البيع الوحيدان لأصحاب محالّ ألبسة الأطفال، أما باقي العام فالمبيعات قليلة وأحياناً قليلة جداً، بسبب انخفاض القدرة الشرائية للمواطن”.
وفي سياق متصل، ومع حلول عيد الفطر أوائل الأسبوع القادم شهدت محافظة حمص بادرة خيرية أقامها عدد من أصحاب المحلات التجارية للتخفيف من أعباء الحياة المعيشية على الأهالي “الفقراء” القاطنين ضِمن المحافظة وريفها.
وبحسب ما أفاد مراسل “نداء بوست” في حمص فقد أقدم عدد من تُجّار الألبسة ومحلات بيع الموادّ الغذائية على إطلاق حملة أهلية يتم من خلالها البيع للأهالي “الفقراء” بسعر التكلفة دون الحصول على أي ربح مالي منهم في سبيل تمكينهم من الحصول على ألبسة العيد لأطفالهم، أو تأمين مستلزمات المنزل من المواد الغذائية.
وحول آلية تطبيق العمل ومن أجل إيصال المساعدة لمستحقيها من “الفقراء” قال محمد أنور أحد أصحاب محلات بيع الألبسة لمراسلنا: إنه تم التنسيق مع مخاتير أحياء القصور والقرابيص، ودير بعلبة والخالدية والبياضة من أجل العمل على توزيع “كرت مخصص” تم طباعته واعتماده من قِبل التجار من أجل تقديم المساعدة لمستحقيها.
مضيفاً أنه تم تخصيص نحو ٥٠٠ قطعة بنطال ومثلها من القمصان والبلوزات الولادي لتوزيعها مجاناً بحسب تقدير أصحاب المحلات المتعاقَد معها ضِمن الأحياء المذكورة، فضلاً عن تخفيض الأسعار لحاملي “الكرت المخصص” في خطوة تعبر عن تكافُل أبناء مدينة حمص مع بعضهم البعض”.
بدوره قال أسعد العبدالله تاجر موادّ غذائية: إنه جرى جمع تبرعات مالية من قِبل نحو عشرين تاجراً من أجل الإسهام بتخفيض أسعار السلع التي يتطلبها الأهالي، لا سيما السمن والأرز والسكر والزيت النباتي، وأنه تم العمل على بيعها بذات الطريقة “الكرت” بأسعار أقل بكثير عن النشرة التموينية الصادرة عن مديرية التموين التابعة للنظام.
أم محمد نازحة من ريف مدينة القصير عبرت عن امتنانها لهذه الخطوة التي وصفتها بالإنسانية، وأشادت بدور التجار الذين لم ينسوا الفقراء ومنحوهم الفرصة لإدخال الفرحة لقلوب أطفالهم.
وأضافت أم محمد أن هذه المبادرة ساهمت بانخفاض كسوة أطفال الفقراء بنسبة تقدر بنحو ٣٥٪ عن سعرها الحقيقي مشيرة إلى تمكنها من كسوة أطفالها الثلاثة بمبلغ ١٥٩ ألف ليرة سورية بعدما كانت تكلفتهم ما يقارب ٢٧٠ ألف ليرة.