نداء بوست – ولاء الحوراني – درعا
تتنوع الأكلات الشعبية في التراث الحوراني، وتمثل جزءاً من الإرث الشعبي المتوارث، وتتعدد الأطباق في المطبخ الحوراني التي تعتمد على المنتجات المحلية في المحافظة، نظراً لتنوع خيرات أرض حوران وخصوبة تربة سهلها.
ومما لا شك فيه، أنه حين تُذكر “حوران”, يتبادر إلى الأذهان أطباقها اللذيذة والتي تعتبر جزء من هويتها، ومن جملتها طبق “الهفيت”, والذي لا يعرفه الكثيرون، وهو طبق ذو أصل بدوي، تناقله البدو في أسفارهم وأصبح فيما بعد ضمن قائمة أكلات حوران الشعبية، بل وتلازم إعداده مع مناسباتها الاجتماعية.
وبالرغم من أن هذا الطبق يتطلب وقتاً طويلاً لإعداده، وتكلفة كبيرة، إلا أن مناسبات بلدات وقرى حوران السعيدة لا تكتمل بدون وجود هذا الطبق الشهي.
ومن ناحية مكوناته, يلزم لإعداد هذا الطبق, خبز “الشراك” وقطع كبيرة من لحم الخاروف المسلوق والأرز الأبيض والمكسرات واللبن والسمن العربي .
طريقة التحضير :
ولصناعة الطبق تبدأ السيدة الحورانية بتحضير عجينة “الشراك”, وذلك بخلط الطحين بالماء للدرجة التي يكون بها العجين أقرب للسائل، ثم تمد العجينة بشكل دائري على الصاج لتتكون طبقة رقيقة من الخبز، تقوم بعدها بسلق قطع لحم الخاروف وتطهو الأرز الأبيض بمرق اللحم إضافة إلى إعداد اللبن المطبوخ (الشاكرية) .
ويعد المنسف للتقديم بفرد عدة طبقات من خبز “الشراك” أو كما تسمى رقائق “الهفيت” في أرضية المنسف، من ثم تتشرب هذه الطبقات جيداً بمرق اللحم، ويُضاف فوقها الأرز الأبيض الذي يُتوج بقطع اللحم، ويزين الطبق بالصنوبر واللوز المقلى بالسمن العربي, وفي النهاية تتشرب جميع هذه المكونات باللبن المطبوخ (الشاكرية) المشبعة بالسمن العربي .
رغم ابتعاد الجيل الجديد في حوران عن هذه الأطباق التراثية وعزوفهم عنها وانحيازهم للوجبات السريعة, إلا أن الأطباق الشعبية التي تعكس عبق التراث وأصالة التقاليد تبقى لها خصوصيتها ووقعها لا سيما في لم شمل الأسر وتعزيز الطقوس الاجتماعية التي غاب عبقها في أيامنا هذه .