نداء بوست – ريحانة نجم – بيروت
تحوّل ملف اللاجئين السوريين إلى مادة دسمة، وبات يكون من الأولويات ضمن الملفات اللبنانية، عشية الانتخابات النيابية.
واليوم ترأس رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي اجتماعاً للجنة الوزارية المكلفة ببحث موضوع اللاجئين في السراي الحكومي، وضم وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، وزير العدل هنري خوري، وزير الدفاع الوطني موريس سليم، وزير المهجرين عصام شرف الدين، وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار، وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، وزير العمل مصطفى بيرم والمستشار الدبلوماسي للرئيس ميقاتي السفير بطرس عساكر، والمستشار زياد ميقاتي.
وفي ختام الاجتماع، عقد الوزيران بيرم وحجار مؤتمراً صحافياً وقال بيرم: “إنّ مسألة اللجوء لم تعد تحتمل، ولم تعد الدولة اللبنانية قادرة على مقاربة هذا الملف، كما لم تعد قادرة على ضمانه بشكل كلي”.
وأضاف أنّ الدولة اللبنانية لم تعد قادرة على أن تكون شرطياً لضبط هذا الملف من أجل مصلحة دول أخرى، فنحن لا نتلقى أي مساعدة في هذا المجال، ولبنان متروك لوحده، ونحن نتلقى هذا الحمل لوحدنا، ولكننا لم نعد قادرين على تحمل هذا الوزر.
وتابع “لم يعد لدينا مازوت للقوارب لمراقبة البحر، وعلى الأمم المتحدة أن تتحمل مسؤوليتها، كما يتوجب على المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أن تتحمل مسؤوليتها في هذا الإطار أيضاً.
وأشار إلى أنّ مقررات هذا الاجتماع سترفع إلى المجلس الأعلى للدفاع ليتم اتخاذ الإجراءات المناسبة، ومنها تكليف وزير الشؤون الاجتماعية التواصل مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وإبلاغها هذا الموقف، وقال “نحن لم نعد قادرين أن نكون شرطة لدول أخرى، كذلك فنحن سنطبق القوانين، ومن يصدر بحقه حكم يجب أن يرحّل إلى بلده، وهذا ما تقوم به كل الدول”.
وأردف “لا أحد يلتفت إلى ارتفاع مستوى الجريمة كما يرد في التقارير الأسبوعية للقوى الأمنية، ونحن ندق جرس الإنذار للمجتمع الدولي، بأن قدرتنا فاقت التحمل ولم يعد بإمكاننا تزويد وزاراتنا بالوقود، وتزويد القوارب بالمازوت لحماية الشاطئ. لدينا قوانين مرعية الإجراء ولدينا سيادة واحترام، ولم يعد مقبولاً أن يتعاونوا مع جمعيات ومؤسسات من دون المرور بالدولة اللبنانية.
وأشار إلى أنّ الوضع الاجتماعي لم يعد يُحتمل أيضاً، وقال: “غير اللبناني يدخل إلى المستشفيات، فيما لم يعد بمقدور اللبناني أن يدخل إلى المستشفى، غيرنا يأخذ مساعدات للتعليم والإيجارات والتدفئة واللبناني لا يحصل على شيء فضلاً عن ارتفاع مستوى الجريمة، وأكرر الوضع لم يعد يحتمل”.
بدوره قال الوزير الحجار: “عقدت اللجنة الوزارية التي تهتم بملف اللاجئين السوريين اجتماعاً وبحثت في واقع الأمر الذي يعيشه مجلس الوزراء وكل الشعب اللبناني، فنحن في وضع جد دقيق، وصعب وخطير”.
وتابع: “لقد دخلنا في الكارثة ولا نستطيع تحمل أعباء فوق طاقتنا، ولا إمكانات لدينا لصيانة القوارب ولتأمين الفيول في وزاراتنا، وسأبلغ المسؤول عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بقرارات اللجنة الوزارية”.