نداء بوست- جورجيوس علوش- السويداء
مغارة الهوة إحدى المغارات المهمشة في محافظة السويداء وهي تقع إلى الشمال من بلدة “أم الرمان” جنوبي محافظة السويداء، وهي من صنع الطبيعة منذ أكثر من مليونَي عام والأهم أنه ليس للإنسان يد في تشكيلها.
والمغارة عبارة عن تكوين طبيعي وتشكيل “كلسي -بركاني”، تلك الترب التحمت مع بعضها وشكّلت تجويفاً ممتداً داخل الأرض، والغريب فيها أنها تتألف من مغارتين معاً تشكلت الأولى في بداية الزمن الثالث من المواد المنصهرة المندفعة من فوهة بركانية تقع إلى غرب التل الذي بُنيت عليه قلعة “صلخد” ، هذه الصهارة اندفعت في وادٍ عميق بين قريتين هما الرافقة وبلدة ذبيين واستمر ذلك لفترة زمنية طويلة.
ساعدت العوامل الجوية على تبرُّد سطح الوادي الملتهب وأدت إلى تجمده وقسوته لتشكل سطح المغارة الأولى، ليتوقف انبعاث الصهارة وينسحب المتبقي منها إلى مناطق منحدرة محافظاً على حرارته ليترك فراغاً تحت السطح مشكلاً المغارة الأولى.
وفي نهاية الزمن الثالث عاد البركان لنشاطه وعاد سيلان الحمم إلى الوادي لتسبب حرارتها ذوبان سطح المغارة، ولترتفع الاندفاعات فوق سطح المغارة لأكثر من عشرة أمتار لتبرد بشكل متقوس مشكلة سطح المغارة العليا، طول المغارة 3 كم ويتراوح عرضها بين 12-17م ، والباحثون في جيولوجيا الأرض يتوقعون أن يكون طولها الحقيقي 9 كم.
يُشكِّل سطح المغارة السفلى كتفين يظهران باتجاه الداخل بعرض يزيد عن 2 م ، ويُقدَّر ارتفاعها بحوالَيْ 5 أمتار، أما سطح المغارة العليا فيرتفع عن مستوى الكتفين ما بين 5-7 أمتار.
وشكل ذوبان الكلس مع البازلت عَبْر ملايين السنين في المغارة صواعد ونوازل غريبة أخذت اللون الأحمر بسبب انحلال أكسيد الحديد فيها، ويشكل الكلس في الأرضية طبقات متعددة بالإضافة إلى صواعد تشبه ثمار الصبار وأخرى أحواض تشبه ثمرة الصنوبر، وقد تلونت بألوان مختلفة.