نداء بوست- ريحانة نجم- بيروت
في ظل الأزمة الاقتصادية التي يشهدها لبنان، والانهيار غير المسبوق المترافق مع غلاء جنوني في الأسعار، يستقبل اللاجئون السوريون شهر رمضان المبارك بنوع من الخوف والقلق على مصير حياتهم ومستقبل أولادهم في ظل عدم قدرتهم على تأمين الغذاء والمكونات الغذائية المطلوبة والضرورية للأجسام في شهر الصوم.
أم عمر سيدة سورية، تعيش في ضواحي العاصمة بيروت هي وأطفالها في غرفة واحدة، قُتل زوجها في سورية، ولجأت هي وأطفالها الأربعة إلى لبنان، تقول: إنّها تعمل مدبرة منزل بالقرب من مكان سكنها، حتى تستطيع أن تؤمن الغذاء لأولاها.
تروي أم عمر أنها منذ أشهر طويلة لم تتمكن من شراء اللحوم والدجاج لأطفالها، بسبب الغلاء الجنوني في الأسعار مع ارتفاع سعر الدولار، وتشير إلى أنّها تنتظر أن تحصل على بعض المساعدات والمعونات مع دخول شهر رمضان المبارك.
أم عمر توضح أنّها تحتاج يومياً لنحو 200 ألف ليرة كي تستطيع أن تُؤمّن الإفطار لأولادها من دون إدخال اللحوم والدجاج على هذه الوجبة، وتشرح أنّها تلجأ في أكثر الأوقات إلى تحضير الطعام الذي لا يحتاج إلى الغاز، وذلك بسبب ارتفاع كلفة الغاز كثيراً، وعدم قدرتها على تأمين أسطوانة كل فترة.
تحكي -والدمعة في عينها- أنّ أولادها يشتهون أطباق اللحمة والدجاج، وأيضاً الفواكه ولكنّها عاجزة عن تأمينها لهم، وتقول إنّ راتبها الذي تتقاضاه لا يكفيها سوى للحاجات الأساسية.
وتضيف أنّ الأوضاع هذه السنة في رمضان ستكون صعبة للغاية، إذ إنّ كيلو الخضار ارتفعت أسعاره بشكل خيالي، وقد تضطر أن تطعم أولادها زعتراً وزيتاً على الإفطار، وهنا تشير إلى أنّها منذ مدة طويلة لم تتلقَّ أي مساعدة ولا حصة غذائية.
ويشهد لبنان منذ صيف 2019 انهياراً اقتصادياً متسارعاً، حيث فقدت العملة المحلية حوالَيْ 90% من قوتها الشرائية مقابل الدولار، ما بين عامَيْ 2019 و2022.