نداء بوست- سليمان سباعي- حمص
قال مراسل "نداء بوست" في حمص: إن معظم أهالي المدينة، والقرى الريفية أمضوا الليلة الفائتة عاجزين بشكل فعلي عن تأمين الدفء لأطفالهم مع دخول أول المنخفضات الجوية، والأجواء الباردة إلى المنطقة.
ولفت مراسلنا إلى أن ما يزيد عن 75% من الأهالي لم يتمكنوا من شراء مُستلزَمات التدفئة من الحطب، أو البرين "مخلفات عصير الزيتون" نظراً لارتفاع سعره بشكل كبير مقارنة مع مدخول أرباب الأُسَر، في حين باتت مسألة التدفئة على الكهرباء "الغائبة تماماً" أو المحروقات ضرباً من الخيال يصعب الوصول إليه.
"أم محمد" مربية أطفال تُوفِّيَ زوجها في إحدى الغارات التي استهدفت حي "القصور" وسط حمص سابقاً تحدثت لـ "مراسلنا" بأن مخصصات التدفئة عَبْر البطاقة الذكية لم تصلها حتى الآن، حالها كحال المئات من أبناء المحافظة، مشيرة إلى أنه ليس بوسعها شراء طن الحطب بسعر 600 ألف ليرة سورية لتدفئة أطفالها.
وأشارت بأن الأولوية المطلقة لديها هي تأمين لقمة العيش لأبنائها الثلاثة وذلك من خلال عملها على إحدى بسطات بيع الخضار على أطراف منطقة سوق "الهال" القريب من منزلها، مضيفة بأنها تعمل على التقاط كل ما هو قابل للاشتعال من فوارغ بلاستيكية، وبعض الملابس المهترئة أثناء عودتها من العمل ليكون بمثابة وقود للتدفئة لها ولأطفالها.
من جهته قال الحاج أبو عمر في معرض حديثه بأن المدخول اليومي لمعظم أرباب الأُسَر لا يتجاوز في أفضل الأحوال العشرة آلاف ليرة سورية، والذي لا يكاد يكفي لقضاء الاحتياجات اليومية للأسرة، وهو ما دفع الكثير من العائلات لعدم التفكير بشراء الحطب، أو أي نوع آخر من مستلزمات فصل الشتاء.
وأردف أبو عمر كنا نعول على التدفئة في ما مضى على التيار الكهربائي لكن في هذه المرحلة لم نَعُدْ نرى الكهرباء إلا لمدة نصف ساعة بشكل يومي، الأمر الذي يُجبِّرنا على تحمُّل البرد والخروج إلى الشارع مع بَدْء زوال الغيوم من السماء للتمتُّع نوعاً ما بحرارة الشمس.
وتجدر الإشارة إلى أن الأسرة الواحدة تحتاج لما يقارب المليون ونصف ليرة سورية خلال فصل الشتاء للتغلب على البرد الذي تشتهر به محافظة حمص وسط سورية، الأمر الذي يدحضه الواقع المعيشي للأهالي القاطنين ضِمن مناطق سيطرة النظام، والذين يضطرون للعمل لنحو خمسة أشهر في حال أرادوا توفير مستلزمات الشتاء.