"نداء بوست"- إدلب- أسعد الأسعد
مع انتشار الفقر وشِبه انعدام فرص العمل في منطقة شمال غرب سورية، يعيش أكثر من نصف السكان في المنطقة تحت خط الفقر، وسط نُدرة في فرص العمل.
وتُعَدّ المرأة السورية ضِمن إحدى الفئات التي تضررت جرّاء الحرب السورية، فمنهن من فقدت زوجها وأطفالها من خلال قتلهم من قِبل نظام الأسد أو عن طريق الاعتقال القسري الذي اتبعه النظام منذ بدء الحراك الشعبي ضده في مطلع عام 2011.
وتلجأ بعض النسوة للعمل في أعمال شاقة ومخصصة للرجال، إلا أن الفقر والحاجة المالية تدفعهن للعمل في تلك المهن.
عدد من النساء السوريات اللواتي نزحن من مناطق عديدة بريف إدلب وريف حلب جرّاء الحملة العسكرية الأخيرة يعملن في معمل بدائي لإعادة تكرير "الكرتون"، حيث اجتمعت النساء في هذا المعمل لحاجتهن الملحة للعمل.
فيحاء أم محمد هي امرأة نازحة من ريف مدينة حلب الجنوبي وإحدى العاملات في المعمل قالت لـ"نداء بوست: "نعمل هنا في معمل إعادة تدوير الكرتون لكي نستطيع تأمين بعض المال لأطفالنا؛ لأن المعيشة هنا صعبة جداً، نقوم بجلب المخلفات الورقية ونقوم بقصها وإعادة تدويرها".
وأضافت في حديثها: "نعمل على آلات بدائية محلية الصنع، لا تحوي أدنى أنظمة الحماية للعاملين عليها، فيمكن من خطأ بسيط خلال العمل عليها أن تصيب العاملةَ إصابةٌ بالغة، فهناك احتمال كبير أن تفقد أحد أطرافها جراء الخطأ".
وأشارت أم محمد أنه "نقوم بتصنيع الأطباق الورقية والورق المخصص لحفظ الفواكه، إضافة إلى أننا نقوم بصنع الكرتون الخام".
وأوضحت كذلك: "نحن مجبرات على العمل في هذه المهنة الصعبة فنحن نساء فقدْنَ أزواجهنَّ في الحرب، ويجب أن نعمل لكي نستطيع رعاية أطفالنا".
كما عمد مالك المصنع على توظيف النساء ضِمن معمله في مبادرة منه لمساعدة النساء الأرامل والمحتاجات اللواتي يقمن بالاعتناء بعوائلهن بعد فقد أزواجهن.
عبد العزيز الحسن صاحب المعمل قال في حديث لـ"نداء بوست": "لقد لاحظت عدد الأرامل والنساء المحتاجات في المجتمع السوري، وقررت أن أبادر في هذا الأمر الذي يعد سبيلاً لكسب معيشة هؤلاء النساء بشكل جيد، دون الحاجة لانتظار المنظمات الإغاثية، فهنا تعمل المرأة وتأخذ مستحقاتها المالية من خلال عملها".
كما أضاف أن "معملنا يتألف من آلات محلية الصنع ولا تحتوي على أي أنظمة حماية، نحاول الآن أن نؤمِّن بعض الآلات الحديثة ولكنها باهظة الثمن، ونأمل أن يتم تقديم بعض الآلات لنا من أي جهة أو منظمة أو أن نجد آلات بأسعار جيدة نستطيع من خلالها تقليل الخطر عن هؤلاء النساء".
ويُعَدّ الفقر والحاجة المالية أحد الأسباب التي تدفع النساء للعمل في مناطق شمال غرب سورية.