”نداء بوست“- زويا بوستان- باريس
بإهداء لافت إلى روح الكاتب والصحفي السوري الراحل جميل حتمل، افتُتح في مقر الجمعية الفيدرالية "التونسيين مواطني الضفتين"، في العاصمة الفرنسية باريس، معرض للفنان التشكيلي السوري جمال حتمل، وذلك ضِمن إطار أسبوع النضال ضدّ التمييز بفرنسا.
واحتوت لوحات المعرض على ثيمات راهنة تقترب من صياغة تعبيرية مختصة بمعاناة السوريين وتفاصيل من مأساتهم والتقاطات من رحلات اللجوء، بينما اقتربت لوحات من ثيمات راسخة في عوالم الفن التشكيلي كالجسد، والطبيعة الصامتة.
بينما برزت بين المعروضات لوحة استعادية للكاتب السوري الراحل جميل حتمل الذي رحل في المنفى الباريسي يوم 7 أكتوبر عام 1994.
الفنان جمال حتمل تحدث لموقع "نداء بوست" عن هذا المعرض ومناسبته فقال: "اتصل بي صديقي المغني التونسي محمد بحر، واقترح إقامة معرض شخصي لي، في فيدرالية التونسيين مواطني الضفتين، واقترح أن يكون المعرض إهداءً لشقيقي جميل حتمل الحاضر دائماً، رغم غيابه الطويل، فقد كانا صديقين مقربين. راقتني فكرة الإهداء وبالطبع وافقت، وأتتني فكرة أن أرسم لوحة زيتية لشقيقي."
وعن هذه اللوحة وخصوصيتها قال جمال: "رسمت سابقاً وجوهاً كثيرة، ولكنها لم تكن بهذه الصعوبة؛ لأنني لا أصدق رحيل جميل، رغم مضي ما يقارب الثلاثين عاماً، وأفكر مستقبلاً بتنظيم تكريم خاص له بمناسبة مرور ثلاثين عاماً لمغادرته لنا."
يُذكر أن الكاتب الراحل جميل حتمل هو واحد من أهم الأصوات الإبداعية السورية في عالم القصة القصيرة، وقد شكلت تفاصيل حياته، تجربة ما زالت أصداؤها تتردد في عوالم الثقافة السورية، إذ عايش في حياته داخل وطنه القمع المركَّز الذي باشره نظام الأسد الأب ضد القوى السياسية السورية الثورية، منذ منتصف السبعينيات في القرن الماضي، حيث سُجن مع كُتّاب آخرين، ثم أُفرج عنه، فاضطر للمغادرة بسبب وضعه الصحي، وعاش في باريس، حتى وافته المنية بسبب مرض القلب.
أصدر جميل حتمل خمس مجموعات قصصية، بينما أصدر أصدقاؤه مجلد أعماله الكاملة بُعَيْد وفاته.