نداء بوست -أخبار سورية- القامشلي
التقى قائد العمليات الأمريكية الجديد في الشرق الأوسط الجنرال مايكل كوريلا بزعيم تنظيم “قسد” مظلوم عبدي اليوم الخميس.
ووصل الجنرال الأمريكي إلى شمال شرقي سورية وتعهد بتقديم الدعم لتأمين معتقلات عناصر تنظيم “داعش” ومخيمات تأوي عائلات عناصره.
وفي سياق متصل، دعت ممثلة الأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت، إلى أهمية أن يكون هناك تصرف شامل وحاسم في ملف مخيم “الهول” للاجئين شرق سورية.
وأكّدت، خلال مشاركتها في جلسة حوارية أقامها “مركز النهرين” ببغداد، أن “هناك 30 ألف عراقي ممن لديهم ارتباط بداعش، وبعض ضحاياهم في هذا المخيم وأوضاعهم سيئة، (ثلاثة من خمسة) هم أقل من 17 عاماً في المخيم، وكثير منهم يُحرمون من أبسط الحقوق ومنها التعليم”.
وأشارت المبعوثة الأممية إلى أن “حرب الأمس مع «داعش» قد تتحول إلى حرب الغد، إذا ما لم يتم خلق المعالجات الحقيقية”، محذرةً من أن “الوضع الحالي في مخيم الهول غير مستقر، وإبقاء الناس في هذا الوضع يشكل تهديداً كبيراً”.
وأعلنت أن “الأمم المتحدة مستعدة لتوفير الدعم الإنساني للعراق لاستقبال المزيد من العراقيين من مخيم الهول”.
ودعا مسؤولون أمميون في بيان صدر بداية العام الجاري، جميع الأطراف التي لديها نفوذ لضمان اتخاذ إجراءات أمنية مناسبة تسمح باستمرار إيصال المساعدات الإنسانية على نحو آمِن وفعّال.
تنظيم داعش يتبنى تصفية عناصر من قسد وقوات الأسد بريف دير الزور
وقال البيان: “تظل الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى ملتزمة في حشد وتسليم الدعم الاعتيادي والمنقذ للحياة للمخيم، ولكن يمكنها فعل ذلك على نحو فعّال فقط إذا اتُخذت خطوات لمعالجة قضايا السلامة المستمرة.”
وشدد على أن المدنيين في الهول يحتاجون إلى حلول كريمة ومستنيرة ودائمة لنزوحهم.
ودعا البيان الدول الأعضاء إلى مواصلة الانخراط، وأن تكون جزءاً من الحل مضيفاً أنه “يتعين علينا جميعاً العمل بشكل جماعي لحل هذه المشكلة، ودعم حقوق وكرامة وإنسانية كل فرد يعيش في مخيم الهول”.
وتابع: “مثل هذا العنف يعرّض السكان للضغط الشديد، ويضرّ بصحتهم العقلية وآفاقهم على المدى الطويل”.
وفي السياق، أصدرت “الإدارة الذاتية” التابعة لـ “قسد”، تعميماً يقضي بإنهاء حظر التجوال الجزئي الذي فرضته في وقت سابق في الحسكة وريف دير الزور.
وأفاد مراسل “نداء بوست” بأن “هيئة الداخلية” أصدرت “التعميم رقم 5″، والذي يقضي بإلغاء الحظر الجزئي عن مناطق دير الزور والحسكة، باستثناء بلدة الهول والتي يستمر فيها بدءاً من الساعة الثامنة مساءً وحتى السادسة صباحاً من كل يوم.
وعن هذا القرار يقول الباحث في “مركز جسور للدراسات أنس شواخ: إنه يأتي في إطار الدعاية والرواية التي تروجها «قسد» حول محاربتها للإرهاب وقدرتها على فرض السيطرة ومواجهة خطر تنظيم «داعش» في مناطق شمال شرقي سورية.
وأضاف شواخ في حديث لـ “نداء بوست” أن “قسد” تحاول إيصال فكرة أنها استطاعت إعادة الاستقرار والأمان إلى هذه المنطقة بعد أحداث سجن الصناعة وما تلاها من تزايُد نشاط خلايا «داعش» عن طريق إلغاء الحظر الجزئي الذي كان شكلياً لأنه لم يكن هناك عمليات أمنية فعلية بالشكل الذي تروج له “قسد”.
وكانت “الإدارة الذاتية” أعلنت في 23 كانون الثاني/ يناير الماضي فرض حظر تجوال كلي على مدينة الحسكة، وحظر تجوال جزئي في عدد من المدن والبلدات الأخرى الخاضعة لسيطرتها في الرقة ودير الزور.
وجاء القرار بعد الهجوم الذي شنه تنظيم “داعش” على سجن الصناعة في “حي غويران” في مدينة الحسكة في 20 كانون الثاني/ يناير الماضي، وذلك في محاولة منه لإخراج عناصره المُحتجَزين داخل السجن.
وتزامن هجوم عناصر التنظيم مع استعصاء نفذه السجناء داخل السجن حيث تمكنوا من السيطرة على عدة مهاجع والاستيلاء على أسلحة وذخائر، كما نجحوا بأسر عدد من عناصر “قسد” من حراس السجن والاحتفاظ بهم كرهائن.
كما قام عناصر التنظيم المهاجمون بتفجير وإحراق صهاريج نفط في شركة سادكوب بالقرب من السجن لإنشاء سحب من الدخان وذلك لمنع طيران التحالف من التدخل.
وتمكن عناصر التنظيم حينها من إخراج ما يزيد على 300 عنصر من عناصره، بالإضافة إلى قتل وإصابة عدد من عناصر “قسد”.
وجاء استثناء مخيم الهول من إلغاء الحظر على خلفية الأحداث التي شهدها مؤخراً، حيث اندلعت اشتباكات مسلحة بين عناصر “قسد” المسؤولين عن أمن المخيم وعدد من عناصر التنظيم.
وأدت الاشتباكات حينها إلى احتراق عدد من الخيام ومقتل ثلاثة من المدنيين وإصابة آخرين بجروح.
يُشار إلى أن مخيم الهول شرق الحسكة يضم بحسب إحصائيات إدارته 56 ألف شخص يشكلون نحو 15 ألف عائلة بينهم نازحون من المناطق السورية ومن العراق، بالإضافة إلى عوائل تنظيم “داعش” من جنسيات أجنبية والذين تم احتجازهم بعد آخِر معركة مع التنظيم في بلدة الباغوز بريف دير الزور نهاية عام 2018.