نداء بوست- أخبار سورية- حلب
لقيت قيادية في “وحدات حماية الشعب” YPG، إحدى مكونات “قسد”، مصرعها يوم أمس الأربعاء، بغارة تركية استهدفت سيارة تقلها في ريف حلب.
وقالت مصادر خاصة لـ”نداء بوست” إن طائرة تركية مسيرة، استهدفت سيارة لحزب العمال الكردستاني على الطريق الواصل بين قريتَيْ إيديق وتختك جنوب مدينة عين العرب بريف حلب الشرقي.
وأوضحت المصادر أن الغارة أدت إلى مصرع القيادية في “YPG”، روناهي محمد، وشخصين آخرين كانا معها في السيارة.
وتشغل محمد الملقبة بـ”روناهي كوباني” منصب “الرئيسة المشتركة لمكتب الدفاع في إقليم الفرات”.
وقبل أيام، تمكنت الاستخبارات التركية من تصفية اثنين من كبار حزب “العمال الكردستاني” PKK، بغارة جوية استهدفت مكان تواجُدهما في محافظة الحسكة شمال شرقي سورية.
وأكدت مصادر خاصة لـ”نداء بوست” مصرع القيادي في وحدات حماية الشعب YPG، محمد آيدن، الملقب بـ “روجفان فان”، متأثراً بجروحه التي أُصيب بها في التاسع من الشهر الجاري، إثر استهداف الطيران التركي المسير نقطة لحرس الحدود التابع لـ”قسد” قرب بلدة “تل كبز” بريف الدرباسية شمال الحسكة.
ويشغل آيدن منصب المسؤول عن قطاع الحدود في الدرباسية وعامودا على المثلث الحدودي بين سورية وتركيا والعراق.
وكشفت المصادر أن الاستهداف أدى أيضاً إلى مصرع القيادي في “المنظمة الكردية للحزب الشيوعي اللينيني الماركسي” MLKP، سرفراز نضال الملقب بـ”ولات يلدز”.
وتتبع منظمة MLKP حزب “العمال الكردستاني”، وانضم “يلدز” لها في عام 1991، وفي عام 2012 اعتقلته الاستخبارات التركية، وأفرجت عنه عام 2017.
وبحسب المصادر فإن “قسد” شيعت “فان” و”يلدز” يوم الخميس الماضي، وقامت بدفنهما في قرية الدّاوديّة بريف الحسكة.
وبحسب مصادر أمنية تركية، فإن آيدن التحق بصفوف حزب العمال الكردستاني عام 2005، بعد قدومه من إيران، ونشط لفترة في منطقة تونج إيلي شرقي تركيا، وفي منطقة الأمانوس بولاية هاتاي جنوبي تركيا بين عامَيْ 2010 و 2013.
بعد ذلك، أصبح قائد وحدة عسكرية في مدينة عين العرب بريف حلب الشرقي، ومن ثَمّ “مسؤول جبهة” في منطقة عفرين شمال حلب، وتم تعيينه فيما بعدُ مسؤولاً عن منطقتَي الدرباسية وعامودا.
وشهدت الفترة الماضية، ارتفاعاً ملحوظاً في وتيرة القصف التركي لأهداف تتبع “قسد” ووحدات حماية الشعب “YPG” التابعة لحزب العمال الكردستاني في منطقة شرق الفرات عموماً، ومحيط منطقة “نبع السلام” في ريفَيْ تل تمر وعين عيسى ومنطقة أبو رأسين على وجه الخصوص.
حيث استهدف الطيران التركي المسيّر في الأول من نيسان/ إبريل، سيارة تقلّ عناصر وقياديين من PKK في قرية حاصودة جنوب بلدة القحطانية بريف الحسكة، ما أدّى لمقتل أحد العناصر وإصابة قياديّيْنِ اثنين يُدعى أحدهما “فرهاد مردي”.
كذلك، استهدفت طائرة تركية مسيرة، في الثالث من الشهر الجاري، سيارة قيادي في “المجلس العسكري السرياني”، أحد مكونات “قسد” قرب بلدة تل تمر بريف الحسكة الشمالي.
ويدعى القيادي “أورم ماروكي”، وتعرض للاستهداف أثناء مرافقته لوفد روسي كان متجهاً إلى محطة كهرباء تل تمر، وبحسب إعلام “قسد” فإن الغارة أدت إلى إصابته ومرافقه بجروح.
ويرى مركز “جسور للدراسات”، أن تركيا تسعى من خلال ضرباتها الجوية والبرية ضد مواقع حزب “العمال الكردستاني” و”قسد”، والتي تصاعدت وتيرتها مؤخراً، إلى تغيير قواعد الاشتباك في منطقة شمال شرقي سورية.
وقال المركز في دراسة نشرها في 12 نيسان/ إبريل الجاري “إنّ تصعيد تركيا غير المسبوق والمستمر في شرق الفرات يهدف إلى اختبار ردّ فعل روسيا والولايات المتحدة، وسَبْر إمكانية تغيير قواعد الاشتباك في شمال سورية، أي محاولة استخدام القوّة العسكرية لإعادة تحديد آلية العمل المشترك بحيث يكون لتركيا الدور الأكبر في أدوات المراقبة والتنفيذ”.
ولم يستبعد المركز أن تكون تركيا تحاول محاكاة الأسلوب الذي استخدمته روسيا في إدلب بين عامَيْ 2018 و2020، عندما أدى الاعتماد على القوّة العسكرية إلى تفاهُم جديد حول آلية العمل المشترك بإضافة ملحق لمذكرة “سوتشي” الموقّعة في أيلول/ سبتمبر 2018.
وتحاول تركيا -بحسب المركز- الاستفادة من انشغال روسيا في أوكرانيا، ومن إطلاق الآلية الإستراتيجية مع الولايات المتحدة مطلع نيسان/ إبريل الجاري، بإعادة تحديد طبيعة التعاون المشترك في سورية، ولإضعاف قدرة “قسد” على الاعتماد على الدعم الغربي والروسي.
وفي حال لم تُؤدِّ عمليات تركيا شمال شرق سورية لتغيير قواعد الاشتباك فإنّها تستنزف كوادر وموارد “العمال الكردستاني” و”قسد”، وربّما تساهم في زعزعة الثقة بين “قسد” وروسيا، التي قد يتضرر دورها كوسيط أو ضامن في المنطقة، إضافة إلى إظهار قدرتها على استخدام القوة العسكرية بطرق مختلفة لا تؤثر على آليات التنسيق مع روسيا، وفقاً للمركز.