نداء بوست- أخبار سورية- تحقيقات- خاص:
تسعى إيران بكل السُّبل والإمكانيات لنجاح مشروعها التوسعي في منطقة الشرق الأوسط، وتستغلّ كل طرق التنسيق والعمل المشترك بين المجموعات التي تعمل على إنجاح المشروع الإيراني في سورية ولبنان والعراق واليمن ودول المنطقة.
فقد أفاد “نداء بوست” بقيام حزب الله العراقي بنقل 45 عنصراً سوريّاً من تنظيم “داعش”، بحافلات سياحية من أحد معسكرات الحرس الثوري الإيراني في سورية، إلى الأراضي العراقية تمهيداً لنقلهم إلى مدينة بغداد بهدف تشكيل خلايا نائمة تتبع تنظيم “داعش” تنفّذ مخططات الاستخبارات الإيرانية، عَبْر القيام بهجمات إرهابية وسط بغداد، تستهدف المعتصمين داخل مبنى مجلس النواب العراقي وبمحيطه، بالإضافة لاستهداف عناصر الجيش العراقي وعناصر الأمن الوطني، بالتزامن مع استهداف المنطقة الخضراء في بغداد وعدد من مؤسسات الدولة والأسواق الشعبية بتفجيرات إرهابية.
وأشارت مصادر “نداء بوست” إلى أنه سيتم توزيع عناصر تنظيم “داعش” على مجموعات تتمركز في مناطق الرشيد والمنصورة والكاظمية في بغداد، وسيشرف حزب الله العراقي على تقديم الدعم اللوجستي لهذه المجموعات.
وبحسب مصادر معلومات “نداء بوست” فقد أطلق حزب الله اللبناني بداية تموز/ يوليو 2022 سراح عدد من عناصر وقيادات تنظيم “داعش” (الذين يتم نقلهم إلى بغداد) من سجنَي الحزب في سورية، وتم إخضاعهم لدورات تدريبية في معسكر الزغروتية التابع للحرس الثوري بريف حمص الشرقي، بعد أن تم عَقْد اتفاق بين هؤلاء العناصر والقيادات وضباط استخبارات إيرانيين على إطلاق سراحهم من السجون مقابل إرسالهم للقتال في اليمن، وعلى خلفية الفوضى واندلاع الاحتجاجات في بغداد تم تغيير وجهتهم إلى العراق بدلاً من اليمن.
وكشف موقع “نداء بوست” عن عمليات التجنيد التي تقوم بها ميليشيات الحرس الثوري في سورية والصفقات التي تعقدها الميليشيات مع سجناء تنظيم “داعش” والتي تقضي بالإفراج عن بعض أسرى التنظيم من سجونها في سورية مقابل تجنيدهم لتنفيذ عمليات لصالح الحوثيين في اليمن بعد إخضاعهم لدورات تدريبية في معسكرات تابعة لميليشيات الحرس الثوري في سورية.
وتحاول إيران استثمار كل الفرص السانحة لدعم مشروعها في منطقة الشرق الأوسط، وتسعى للتنسيق بين كل المجموعات التي تعمل لصالحها في لبنان والعراق وسورية واليمن وبالمناطق الأخرى.
دورات تدريبية
وبحسب المصادر فقد بدأت دورة تدريبية مدتها شهران في معسكر ميليشيات الحرس الثوري في الزغروتية بريف حمص الشرقي، فيها أكثر من 100 سجين من عناصر وقادة تنظيم “داعش”، أغلبهم من حَمَلَة الجنسية السورية بالإضافة لوجود عدد من المهاجرين من جنسيات عربية، كانوا قد اعتُقلوا في مخيم اليرموك بدمشق وفي القلمون الغربي بريف دمشق الشمالي وفي حوض اليرموك بريف درعا الغربي.
ويُشرف على تدريبهم ضباطُ استخبارات إيرانيون وقادةٌ بالحرس الثوري وخبراءُ عسكريون من حركة أنصار الله (الحوثيين).
صفقة إيرانية مع التنظيم
وتشير المعلومات إلى أن الصفقة تمت بين ضباط استخبارات إيرانيين، وأسرى من تنظيم “داعش” كانوا في سجون حزب الله اللبناني بسورية، يتم من خلالها تجنيدهم للقتال في اليمن، حيث سيقومون بشنّ هجمات تستهدف مراكز مدنية وحكومية تتبع قوات الحكومة الشرعية باليمن، مقابل إخراجهم من السجون.
العميد محمد الخالد وهو خبير في الشؤون العسكرية يؤكد أن “الميليشيات الإيرانية بدأت منذ فترة 6 أشهر طلب دورات لضمّ الشبان لصفوفها، وخصوصاً في مناطق شرق سورية مقابل إغراءات مالية وامتيازات وبحسب بعض المصادر فإن الجهة ستكون مُسانَدة الحوثيين في اليمن”.
وأضاف في حديث لموقع “نداء بوست” أنه “من غير المستبعَد أن تقوم بتدريب عناصر سابقين في داعش للقتال ضد الحكومة الشرعية في اليمن؛ لأن هذا التنظيم يرى معظم الحكومات والتنظيمات المخالفة له هم أعداء ويجب القتال ضدهم، وذلك ضِمن صفقة تتضمن الإفراج عنهم بتسهيلات إيرانية”.
وفي سياق متصل، كشفت مصادر لموقع “نداء بوست” أن الحرس الثوري الإيراني يُشرف بشكل مباشر على إستراتيجية ومهامّ الأذرع الإيرانية المحلية في كل من العراق ولبنان واليمن، ومؤخراً بدأ الحرس الثوري -باهتمام أكبر- جَمْع وتأهيل الذراع المحلية التابعة لإيران في سورية.
وتُشرف إيران على تبادُل الخبرات والمقاتلين بين هذه الأذرع المرتبطة بشكل مباشر مع طهران.
وبناءً على ذلك يتابع فريق “نداء بوست” من مصادر محلية في دير الزور عملية التجنيد التي يُشرف عليها الحرس الثوري الإيراني وافتتح لأجل ذلك مكتب تجنيد في البوكمال.
مركز التجنيد في البوكمال
وبتاريخ 10 نيسان/ إبريل 2022 بدأ مكتب التجنيد في البوكمال استقبال المنتسبين من المدنيين والعسكريين الذين اشترط فيهم أن يكونوا من أتباع المذهب الشيعي ولو كان تشيُّعهم حديثاً، القيادي في الحرس الثوري الإيراني جواد محمد
غلام دياني المعروف بالحاج آباد وهو إيراني الجنسية أشرف بنفسه على افتتاح مكتب التجنيد الواقع منتصف مدينة البوكمال في أحد المباني التي تم الاستيلاء عليها من قِبل الحرس الثوري سابقاً.
وقد أفادت مصادر “نداء بوست” بأن 48 شابّاً سجلوا في المكتب في حين تهدف الدفعة الأولى إلى تجنيد 200 منتسب بعقود مدتها 3 سنوات، وبراتب شهري قيمته 1000 دولار للمدنيين و1200 دولار للعسكريين (الذين لديهم مشاركات سابقة في المعارك).
المعسكرات والإعداد
وبحسب المصدر فإنه مع اكتمال الدفعة الأولى من المنتسبين سيتم تجميع المسجلين ومنحهم بطاقات أمنية صادرة عن قيادة الحرس الثوري الإيراني ومصدَّقة من مكتب الأمن القومي، ثم سيتم نقلهم للخضوع إلى دورات تدريبية في إيران، وبإشراف ضباط وقياديين من فيلق القدس، وسيقوم الحرس الثوري الإيراني مع تخريج الدورات بالإشراف على نقل القادة والعناصر إلى اليمن والإشراف على انخراطهم في مهامّ أمنية وقتالية إلى جانب الحوثيين هناك.
زيارة الحوثيين إلى دير الزور
ووفقاً لمصادر “نداء بوست” فإن عملية التجنيد في المنطقة الشرقية تأتي بعد زيارة قام بها وفد من الحوثيين إلى دير الزور نهاية آذار/ مارس 2022، وقد ضمّ وفد الحوثيين كلاً من عبد العزيز اليباس وعلي محمد الخدروش ومحمد جحاف بديل وعبد الله ثابت الصبحي وحيدر علي الضالعي.
وقد توجه وفد الحوثيين من “السيدة زينب” في دمشق إلى أحد مقرات حركة النجباء العراقية في حي “الصناعة” بدير الزور، وأشرف على حماية الوفد القيادي العراقي في حركة “النجباء” يحيى الكرعاوي المعروف بالحاج أبي العباس، وقام الوفد في دير الزور بالاجتماع مع مسؤولين عراقيين وإيرانيين في الحرس الثوري الإيراني، وتم الاتفاق على افتتاح مركز لصالح حركة أنصار الله (الحوثيين) لتجنيد السوريين المعتنقين المذهب الشيعي من أبناء المحافظات الشرقية، كما تم الاتفاق على تدريب المنتسبين حالياً في إيران، ثم لاحقاً افتتاح معسكرات تدريب للمنتسبين السوريين في محافظة دير الزور يشرف عليها مباشرة قياديون يمنيون من حركة أنصار الله بالتنسيق مع قيادة الحرس الثوري في سورية.
وفد الحوثيين قَدِمَ -بحسب مصادر “نداء بوست”- إلى دمشق من مطار الإمام الخميني في طهران مساء 26 آذار/ مارس 2022، وأقام الوفد في فندق السفير في “السيدة زينب” حيث التقى هناك الحاج حميد صفار هرندي ممثل المرشد الأعلى في سورية، كما أجرى الوفد عدة لقاءات مع قياديين إيرانيين في الحرس الثوري الإيراني في دمشق قبل أن يتوجه في 29 آذار/ مارس 2022 إلى مدينة دير الزور.