نداء بوست- قسم المتابعة والتحقيقات- محمد عامر
كشفت مصادر مطلعة في دير الزور لـ “نداء بوست” أن القوات الروسية غادرت مواقعها في اللواء 137 باتجاه مطار دير الزور، وذلك قبل 5 أيام (تحديداً ظهر الجمعة 3 حزيران/ يونيو الجاري)، بينما تسلمت ميليشيات لواء الباقر المدعومة من الحرس الثوري الإيراني مستودعات اللواء ذاته.
وأكد المصدر أن رتلاً من 15 عربة وسيارة عسكرية محمّلة بالعتاد والسلاح والجنود الروس أنهوا تواجدهم في المستودعات، متجهين إلى مطار دير الزور العسكري، دون تأكيدات على مغادرة هذه القوات من مطار دير الزور إلى قاعدة حميميم في اللاذقية.
وفي التفاصيل، فإنَّ رتلاً من “لواء الباقر” بقيادة فهد علي من أبناء دير الزور استولى على المستودعات بعد مغادرة القوات الروسية فوراً، ودخلت 35 آلية عسكرية وعربة مصفحة وأكثر من 20 سيارة بيك آب تحمل رشاشات متوسطة إلى اللواء، لتكون هذه المستودعات تحت السيطرة الإيرانية الكاملة.
وعلى الفور، عملت إيران على توسيع سيطرتها على اللواء 137، وزجت بـ 6 شاحنات تحمل معدات لوجستية من حلب من أجل تعزيز سيطرة لواء الباقر، فيما أشار المصدر إلى أنَّ هذه التعزيزات اقتصرت على أسلحة خفيفة ومتوسطة وذخيرة.
وشهدت المنطقة المحيطة بالمستودعات استنفاراً عسكرياً لعناصر لواء الباقر، وانتشار تعزيزات عسكرية على الحواجز والطرقات الرئيسية المؤدية إلى المنطقة.
وتأتي الخطوة الروسية في إطار إعادة التموضع في سورية بالتنسيق مع الجانب الإيراني، حيث ذكرت وسائل إعلام غربية في الآونة الأخيرة أن روسيا بدأت تعيد انتشارها في سورية، بينما استدعت العديد من الضباط الروس من ذوي الخبرة إلى موسكو بسبب تداعيات الحرب الأوكرانية وحاجة الروس المتزايدة لخبرات عسكرية للقتال ضد القوات الأوكرانية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو.
وفي وقت سابق، أرسلت الميليشيات الإيرانية تعزيزات عسكرية جديدة إلى منطقة ريف حمص الشرقي، وذلك لملء الفراغ الذي تركه انسحاب القوات الروسية من المنطقة.
وقال مراسل “نداء بوست”: إن ميليشيات الحرس الثوري الإيراني خرَّجت خلال الأيام الماضية دفعة جديدة من المقاتلين الذين التحقوا بها مؤخراً وتلقوا تدريبات في معسكر التليلة.
وأشار مراسلنا إلى أنه جرى توزيع أولئك المقاتلين على النقاط التي انسحبت منها القوات الروسية ومرتزقة “فاغنر” على أطراف مطار التيفور.
كذلك أنشأ الحرس الثوري ثلاثة حواجز ونقاط حراسة من الجهة الجنوبية والشرقية من المطار، تحسُّباً لأي هجوم من قِبل عناصر تنظيم “داعش”.
بالتزامن مع ذلك، رفعت الميليشيات الإيرانية سواتر ترابية جديدة في مواقع انتشارها في المنطقة، ونشرت مدافع وراجمات صواريخ جديدة فيها.
وشهدت منطقة ريف حمص الشرقي خلال الفترة القليلة الماضية، تطوُّرات من حيث توزُّع القوى العسكرية بعد الانسحابات المتكررة للقوات الروسية ومرتزقة “فاغنر”.
حيث انسحبت القوات الروسية من مدينة القريتين ومستودعات مهين الإستراتيجية، وكذلك من “مضمار الفروسية” المتاخم للقلعة الأثرية في مدينة تدمر.
وبات الوجود الروسي في ريف حمص الشرقي، يقتصر على المجموعات المنتشرة في مطار تدمر العسكري، وفي مناجم استخراج الفوسفات “الصوانة وخنيفيس والشرقية”، إضافة إلى مرتزقة “فاغنر” الذين يوفرون الحماية للخبراء الروس العاملين داخل حقلَي الشاعر وجحار شرق مدينة تدمر.