نداء بوست-أخبار سورية-متابعات وتحقيقات
قامت منظمة “سوريون مسيحيون من أجل الحوار وحقوق الإنسان” بجولة قابلت فيها نخبة من القيادات السياسية والدينية المختصة في أوروبا للتصدي لمحاولات نظام بشار الأسد في التلاعب بالمسيحيين خصوصاً والأقليات عموماً.
محاولة نظام الأسد فك عزلته
وقالت المنظمة الحقوقية والإنسانية: إنه خلال محاولات النظام فك العزلة المفروضة عليه، باستقباله لوفود مسيحية دولية بهدف الالتفاف على العقوبات المفروضة عليه، ولعب ورقة خوفه على الأقليات وتقديم نفسه حامياً للمسيحيين، من أجل الترويج لإعادة تدوير نظام الأسد، أستغل رؤوساء الكنائس، واستخدمهم في الدعاية له.
كما أشارت المنظمة إلى أن كل ذلك بات مكشوفاً ومفضوحاً وسمجاً ولم يعد يلق سوى السمع دون أي تحرك فعلي ذو قيمة.
وأوضح وفد المنظمة خلال اللقاءات التي عقدها مع المسؤولين والدبلوماسيين والقيادات المسيحية في خمس دول أوروبية حقيقة ما يقوم به النظام، مستنداً إلى معطيات حقيقية وأرقام ومعلومات ووثائق، في الكشف عن زيف إدعاءات النظام.
منسق لجنة المنظمة، والسياسي السوري أيمن عبد النور أكد في حديثه، أن “اللجنة زارت العاصمة النمساوية فيينا، والتقت مسؤولين في وزارة الخارجية النمساوية كما التقت أيضاً قيادات كنسية فيها”.
وفي السياق، انتهت زيارة عبد النور لفرنسا بعد أن أجرى عدة لقاءات، حيث استضافه موقع (فرانس بالعربي) الذي يرأس تحريره المحامي زيد العظم بجلسة حوارية لعدة ساعات حضرتها شخصيات مهمة كالسفير نور الدين لباد سفير الائتلاف في فرنسا، والدكتورة فداء حوراني، ورئيسة تنسيقية فرنسا د.ناهد غزول، وعدد من أعضاء التنسيقية، ومحمد صديق منسق الاغاثات الدولية للائتلاف والإعلامية هالة قضماني، وبروفسور القانون الدستوري د.سام دلة، ورئيس تحرير موقع شفاف الشرق الأوسط بيير عاقل، والأستاذ نادر جبلي، وعدد من الشخصيات السورية المهمة في الجالية.
لقاء مع الجاليات السورية
تلاه لقاءات مع د.برهان غليون، والفنان سميح شقير، والمترجم علي زرقان، وعدد من الصحفيين بوسائل الإعلام الفرنسية، واختتمت الزيارة بلقاء أحد المطارنة المتابعين للشأن السوري وأخيراً السفيرة بريجيت كورمي (السفيرة الفرنسية لسورية) بمكتبها في وزارة الخارجية.
وفي الجزء الثالث من الجولة الأوروبية لمنظمة “سوريون مسيحيون من أجل حقوق الإنسان والحوار ” أنهى المنسق أيمن عبد النور لقائه مع المبعوث الإيطالي الخاص لسورية السيد ستيفانو رافانان في مكتبه بوزارة الخارجية ولمدة ساعة ونصف.
وعرض المبعوث الخاص وجهة نظره حول العقوبات وضررها على الشعب السوري المسكين بينما أعضاء النظام لا يتعرضون لمشقة الحياة كما المواطن العادي، وأوضح الفارق بين ما يقترحه من طريقة لتخفيف العقوبات لتخفيف معاناة السوريين وبين من أسماهم المتشددين المتمسكين بالعقوبات.
وقدم عبد النور مداخلة مطولة حول ذلك تبين ما حصل مع عدد من الدول العربية والأوروبية التي كانت متحمسة للوصول لاتفاق أو خطوات مع النظام يتم من خلالها تخفيف العقوبات لتحسين واقع معيشة الشعب مقابل تخفيف النظام لإجرامه، وكلها فشلت تماماً بسبب تعنت النظام ورفضه لكل الاقتراحات فهو يختطف كامل الشعب بمناطقه ويفقره من خلال سرقة المساعدات الدولية، وسوء توزيعها، واحتكار استيراد المواد من قبل قلة واذلاله للناس بطوابير الانتظار لساعات طويلة لكثير من المواد التي يقوم باحتكارها، وذلك لكي يقوم بنقل صورة معاناة الشعب، وطلب زيادة المساعدات، ورفع العقوبات عليه دون مقابل، وذلك كي يحسن اقتصاده، ويعيد بناء مؤسسته العسكرية المنهارة لاستخدامها من جديد بقتل شعبه.
سرقة النظام للمساعدات
وطرح عبد النور التساؤل التالي إذا ما تم رفع العقوبات وتقديم منحة للنظام كمثال مليار دولار فكم تتوقعون أن يصل من ذلك للشعب السوري، وكيف سينعكس ذلك على تحسن معيشة الشعب والجواب لا أحد من الاتحاد الأوروبي والمتشدقين بذلك يستطيع أن يضمن وصول أي نسبة من تلك المنحة للشعب.
كما قدم شرح مفصل للطريقة التي استخدمها النظام لاقناع رؤساء الكنائس الأجنبية بزيارة دمشق وتفاصيل الصفقة وشرح وبالأسماء كيف يقوم النظام وكعادته بلعب ورقة الأقليات والمسيحيين .
والتقى عبد النور مع مطرانين متخصصين بشؤون الشرق الأوسط، وعرض وضع الحريات الدينية بالمنطقة، وكيف يتلاعب النظام السوري بهذا الأمر ليس فقط في سورية بل أيضاً في لبنان وقضية ميشيل سماحة أكبر دليل على ذلك، ووضعهم بصورة مؤتمر الحريات الدينية في الشرق الأوسط الذي سيعقد بشهر تشرين الأول – أكتوبر هذا العام وتشارك المنظمة بالتعاون مع أهم المنظمات الدينية بالشرق الأوسط بتنظيمه.
وهذه الزيارات بحسب عبد النور “تهدف لنقل صوت المسيحيين المعارضين لنظام الأسد مباشرة للقيادات الأوروبية، ولتوضيح ممارسات النظام بحق الأقليات ومتاجرته بهم، مع انخفاض أعدادهم في سورية بعد هربهم من بطش النظام، إذ بقي عدد المسيحيين الحاليين في سورية نحو 650 ألفاً، من أصل 2.2 مليون حسب إحصائية منظمات دولية”.
استثمار النظام لورقة الأقليات
وأشار عبد النور في حديث لموقع “نداء بوست” إلى خطورة مساعي النظام في التركيز أكثر على استثمار ورقة “حماية الأقليات” لتحسين صورته في الغرب ورفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه بسبب انتهاكاته المستمرة ضد الشعب السوري حيث استغل إرسال تلك الوفود رسائل إلى الرئيس الأمريكي – قداسة البابا – رئيس المفوضية الأوروبية تطالب فيها بتخفيف العقوبات أو إعادة صياغتها .
وأكد عبد النور أن “مسيحيي سورية الأحرار يقفون إلى جانب أهلهم ومواطنيهم السوريين في مواجهة النظام ويتحملون ما يتحمله الشعب السوري، ويرفضون استخدامهم لصالح النظام، وكشف عبد النور أنَّ تكرار زيارات رؤساء أكبر الكنائس الأوروبية والأمريكية لدمشق، التي وصل عددها إلى خمس زيارات خلال العام الحالي 2022، إنما دل على أن هناك عملاً مكثفاً ومنظماً من النظام للعب ورقة المسيحيين بغية الضغط على الغرب لرفع العقوبات الاقتصادية عليه، بعد أن شارف على الإفلاس ولكن بالمقابل مما يصب في مصلحته تساؤل تلك الوفود جميعاً عن السيناريو أو المشروع الغائب للمعارضة السورية فيما لو استلمت الحكم لحماية كل مواطنيها بمن فيهم الأقليات العددية من كل المكونات الأثنية والدينية؟”.
ولفت السياسي السوري إلى غياب تام لأيّ منظمة سورية في أوروبا وأمريكا عن عمل أو إصدار بيان بخصوص عمل تلك الكنائس السورية مع نظام الأسد، ما دفع لجنة “سوريون مسيحيون من أجل الحوار وحقوق الإنسان” إلى التصدي للأمر، بالرغم من أنَّها مازالت في مرحلة استكمال الترخيص بأعضاء مجلس إدارتها وهم: د.وائل العجي، جورج اسطيفو، لؤي بشور ، د.مروان خوري، أيمن عبد النور “.
جدير بالذكر أن “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” قالت في تقريرها الصادر عام 2019: “إنَّ النظام في سورية هو المسؤول الرئيس بنسبة 61% عن استهداف أماكن العبادة المسيحية في سورية.