نداء بوست – بيروت – ريحانة نجم
تُراوح الأزمة المستجدّة بين لبنان والمملكة العربية السعودية بشكل خاص، ودول الخليج بشكل عامّ مكانها رغم الاتصالات والوساطات الجارية على مختلف المستويات والاتجاهات، وتنتظر الأوساط السياسية، ومعها الشعبية أيضاً، عودة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى بيروت لبلورة مخرج لهذه الأزمة.
مستشار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، رامي الريّس أكد لـ"نداء بوست" على ضرورة اتخاذ خطوات سياسية سريعة تُسهم في تطويق ذيول الأزمة المستجدّة بين لبنان ودول الخليج العربي وعودة العلاقات الطبيعية بينهما، وأضاف قائلاً: "إن الانقطاع عن هذا العمق التاريخي للبنان ستكون نتائجها كارثية ليس على المستوى الاقتصادي فحَسْبُ رغم أهمية هذا البُعْد وإنّما على المستوى السياسي أيضاً من ناحية التأكيد على عروبة لبنان ورفض انسلاخه عن محيطه العربي كما كان الأمر تاريخياً".
وذكّر الريّس بأنّ اتفاق "الطائف" جاء ليحسم هُوِيَّة لبنان العربية بعد عقود من الصراع الداخلي، مشيراً إلى أنّ ذلك يتطلب بذل الكثير من التضحيات على مدى عقود.
وأوضح الريّس لموقعنا أن مصادرة القرار السيادي الوطني المستقل ومحاولة جر لبنان إلى محور مغاير لطبيعة تكوينه وتاريخه وتعدديته وتنوعه سيترك تداعيات خطيرة ويكرّس الانقسامات القائمة في البلاد.
كما رأى أنّ استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي قد لا تكون كفيلة بحل المشكلة، ولكنّها ربما تُشكّل خطوة أولى لاستعادة الحوار مع دول الخليج العربي والبحث في كيفية معالجة ذيول الأزمة السياسية المستجدّة.
وأكّد الريس لـ"نداء بوست" على أن لبنان لا يمكن أن ينقطع عن عمقه ومحيطه العربي، مشدّداً على ضرورة أن تعمل كل القوى السياسية وَفْق هذه الحسابات الوطنية، وليس وَفْق أي حسابات أخرى.