أجرى وزير الخارجية التابع للنظام السوري "فيصل المقداد" زيارة إلى سلطنة عُمان يوم الخميس الماضي، هي الثالثة له منذ توليه منصبه، بعد تلك التي أجراها إلى موسكو ومن قبلها إلى طهران.
ولم يعلن النظام السوري عن أهداف الزيارة أو جدول أعمالها، كما أنه لم يتحدث عن الشخصيات التي سيلقتي بها وزير خارجيته، والملفات التي سيتم تباحثها، واكتفى بالاعلان عن وصول "المقداد" إلى "مسقط".
وأكدت مصادر خاصة لموقع "نداء بوست" أن الزيارة سبقها تحضيرات واجتماع بين السفير الإيراني بدمشق وممثل المرشد الأعلى في سوريا "عباس مشهدي"، مع "المقداد" ونائبه "بشار الجعفري"، في مبنى السفارة الإيرانية في حي "المزة".
وبحسب المصادر فإن زيارة "المقداد" إلى عُمان، جاءت بعد مشاورات بين مسقط وطهران ومباحثات بين الجانبين على الأعلى المستويات، موضحة أن الجانب العماني أبلغ إيران استعداده للعب دور الوساطة بين النظام السوري والولايات المتحدة بهدف مواجهة الأزمة الاقتصادية التي يمر بها، مقابل تنفيذ عدة شروط.
وتركزت الشروط العمانية على ضرورة تقديم النظام تنازلات فيما يتعلق بالعملية السياسية واللجنة الدستورية، ووفقاً للمصادر فإن إيران وافقت وللمرة الأولى على تقديم تنازلات في هذا الملف وتعهدت بالضغط على "الأسد" لتحقيق تقدم فيه.
وأشارت المصادر إلى أن وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف" أبلغ نظيره التركي "مولود جاويش أوغلو" بدعم بلاده لمسار "الدوحة"، كما أطلع "المقداد" على الجهود التي تبذلها طهران بالتسنيق مع مسقط بهدف تقليص الضغوط الدولية على النظام ومحاولة إعادته إلى الجامعة العربية.
واصطدمت الجهود "الإيرانية – الروسية" بعرقلة من الممكلة العربية السعودية ودولة قطر، التي أكدت تمسكها بالحل السياسي وفقاً للقرار 2254، وأيضاً بالموقف التركي المطالب بتحقيق تقدم في مسار اللجنة الدستورية، ما دفع طهران إلى إعادة النظر في سياستها الخاصة بإدارة الملف السوري.
وكشفت المصادر أن السفير الإيراني بدمشق أبلغ "المقداد" أن عمان مستمرة بالعمل بدعم إماراتي على تقليص الضغوطات الدولية على "الأسد"، ومن الممكن أن تقود مبادرة للتطبيع بين النظام وإسرائيل، مؤكدة أن مكتب "خامنئي" قدم توصيات للنظام بعدم الدخول بأي محادثات مع تل أبيب قبل توقف الغارات الإسرائيلية على سوريا.
جدير بالذكر أن "المقداد" قال في تصريح يوم أمس هو الأول منذ وصوله إلى مسقط، إن النظام يعمل مع عُمان ضد "الإجراءات القسرية أحادية الجانب"، معتبراً أن "السلطنة لها موقف مميز في كل المحافل الدولية تجاه ما جرى في سوريا"، حسب وصفه.