“نداء بوست” – أخبار سوريّة – إسطنبول
سلّطت قراءة نشرها مركز “جسور للدراسات” الضوء على الدعوة التي وجّهها “مجلس سورية الديمقراطية” (مسد) لقوى الثورة والمعارضة من أجل الحوار، ولفت المركز إلى “التلميح المسبق بأن يكون الجلوس على الطاولة وَفْق معيار التساوي بينهما، دون النظر إلى الاعتراف الدولي الذي يحوز عليه الائتلاف السوري”.
وقال المركز في القراءة التي نشرها على موقعه الرسمي: إنّه يمكن فهم دعوة “مسد” من خلال النظر إلى المتغيرات السياسية والدولية، والتوقيت الذي أتت فيه التصريحات.
وربط المركز دعوة مسد التي وُجهت في العشرين من شهر أيلول/ سبتمبر، وتحرُّكاتها وتحرُّكات “قسد” بوجود تخوُّف لديهما من مصير مشابه لحكومة “أشرف عبد الغني” في أفغانستان، والتي لم تستجب لنصائح الانفتاح على حركة “طالبان” وباقي المكونات، نتيجة الانتشاء بالدعم الدولي والأمريكي على وجه التحديد، لتجد نفسها وجهاً لوجه أمام انسحاب القوات الأمريكية لاعتبارات قدَّرتها واشنطن.
كما اعتبر المركز أنّ الدعوة جاءت بعد أيام قليلة من زيارة وفد من “مسد” إلى موسكو، وإجراء محادثات حول مستقبل شمال شرقي سورية.
ونوّه “جسور” إلى أن “مسد” لديها رغبة في استخدام الدعوات للحوار مع المعارضة المناهضة للنظام السوري وروسيا كورقة في المفاوضات الجارية بين الطرفين لتحقيق أعلى مكاسب ممكنة.
ولم يستبعد المركز أن تقبل “مسد” بالتفاهم مع الائتلاف السوري والمعارضة العسكرية التي تعمل تحت غطائه السياسي، شريطة أن يكون هناك رعاية “أمريكية – تركية”، وأن يحقق هذا التفاهم لـ “مسد” الحد الأدنى من المصالح، وهو الإقرار بـ “اللامركزية” في نظام الحكم، حيث إن “قسد” و”مسد”، تدركان أنه لا يمكن الوثوق بروسيا، فالأخيرة ستستثمرهما ورقة في المفاوضات مع الجانب التركي، وبالتالي تفضل “مسد” أن تنجز مشروعها دون الاضطرار للعلاقة مع روسيا.
لكن في الوقت ذاته، اعتبر المركز أنّ تلك الدعوات تبدو صعبة التنفيذ على أرض الواقع، إذ إن حزب العمال الكردستاني هو المسيطر على القرار العسكري والميداني شمال شرقي سورية، وسيمنع على الأرجح أي محاولة للتلاقي مع أطياف المعارضة السورية لحسابات خاصة، ولصالح بعض الجهات الدولية، بل إن الحزب لم يقبل سابقاً بدخول قوات “البيشمركة السورية” إلى مناطقه، وهو ما سيقابله عدم إقبال المعارضة السورية ومن خلفها أنقرة على الحوار؛ لأنها ستراه بدون فائدة.