نداء بوست- جورجيوس علوش- السويداء
ما بين غرف الاعتقال الموجع وتوق المعتقلين لنيل الحرية، أطلق نظام الأسد عفواً أوجع قلوب الأمهات والإخوة والأخوات في سورية عامة.
وكان للسويداء حصة من هذا الألم، فعلى مواقع التواصل الاجتماعي انتشرت عشرات الأسماء للمفقودين والمعتقلين في سجون السلطة، والأغلب منهم لا يعرف ذووهم أي معلومات عن مصيرهم.
غصت دمشق بدموع الأمهات والأهل فقد اختلطت دموع الحزن مع دموع الفرح، ومثل ما كان التغييب والاعتقال دون إنذار مسبق كذلك كان الإفراج عنهم.
وكانت جميع تهم المعتقلين في السويداء هي العمل في المجال الإنساني ومن هؤلاء أسعد وفراس العريضي المغيبان منذ تسع سنوات.
اعتقل أسعد في مكان عمله في دمشق من قبل المخابرات العسكرية في صيف 2013 ، وتبعه ابنه فراس ليعتقل على حاجز المؤتمرات في 2014.
أواخر 2014 أبلغت الجهات الأمنية عائلة أسعد بوفاته ولم تسلمهم جثمانه ليبقى فراس مغيباً ولتكون أسرتهم إحدى الأسر التي تعيش على أمل لقائه وإطلاق سراحه.
والكثير من أبناء محافظة السويداء الذين تغيبوا قسرياً تم تبليغ عائلاتهم عن وفاتهم داخل المعتقلات ولم يستلموا جثامينهم، والكثير أيضاً من معتقلي الرأي لم يعرف مصيرهم ومنهم ناصر صابر بندق شاعر وكاتب اعتقل في 17/2/2014 من قبل المخابرات العسكرية وانقطعت أخباره منذ اعتقاله.
وفي الوقت الذي تنتشر فيه القوائم يقوم إعلاميو الأجهزة الأمنية في السويداء بنشر أسماء المفقودين والاتصال مع أهاليهم وتقديم معلومات عنهم وطلب مبالغ مالية مقابل إطلاق سراحهم.
إحدى الحالات فتاة لم تذكر اسمها الصريح قالت: “غيبت السلطات أخي منذ سنوات وبعد العفو تلقيت اتصالاً من شخص يعمل لصالح الأجهزة الأمنية وأكد أنه يملك معلومات عن أخي وهو متواجد في أحد الأفرع الأمنية في دمشق ، وطلب مبلغاً قدره مليون ليرة سورية ليسمح لي بسماع صوت أخي، ثم طلب مبلغ 30 مليوناً ليشمل اسمه بالعفو”.
وسألت عن مكان تسليم المال فأرسل لها رقم شخص تبين أنه عنصر أمن من الساحل السوري يخدم في السويداء.
ولم تكن الحالة الوحيدة بل كانت هناك عدة عمليات ابتزاز من قبل إعلاميين تابعين للأجهزة الأمنية، هذه الحوادث تؤكد على عمل مشترك تقوم به الأجهزة الأمنية وسماسرتها لاستغلال عواطف الأهالي وأبنائهم المفقودين لسحب الأموال منهم.