نداء بوست- السويداء- جورجيوس علوش
يثير الدهشة والاستغراب حتى الضحك، ما يُقدم عليه النظام السوري من خُطوات بل مراسيم ليعطي للعالم صورة أنه نظام حكم طبيعي، وعلى الجميع تقبُّله في محيطه أو دولياً.
ومن تلك الخُطوات مرسوم العفو الذي ما زال يُنفَّذ وببطء عجيب، وكأنهم يأتون بالمعتقلين كما يُقال من تحت سابع أرض، وأبسط وأقل ما يعاني منه الخارجون هو فقدانهم للذاكرة!.
وبعد كل هذا الإجرام يتحفنا النظام بخُطوة مفعمة بإنسانية استثنائية، ألا وهي افتتاح مركز ثقافي في سجن السويداء المركزي، وهو ثمرة تعاون -على حدّ وصفه- بين وزارتَي الداخلية والثقافة، لرفع مستوى نزلاء السجن من النواحي الفكرية والتعليمية والثقافية وتحويل السجون إلى مؤسسات إصلاحية وتأهيلية.
وأُقيم من أجل الإعلان عن هذا الحدث حفل افتتاح حضرته فعّاليات رسمية وثقافية وفكرية وممثلون عن جمعيات أهلية وطبعاً نزلاء السجن الذين تم اختيارهم بعناية بسبب تصوير وتوثيق هذه المناسبة وتضمن الحفل على (مسرح السجن) فيلماً قصيراً تعريفياً عن واقع السجن المركزي في السويداء كمؤسسة تأهيلية وإصلاحية وما يضمن من مرافق خدمية وصحية وتثقيفية وتعليمية ورياضية وورشات تدريبية ومهنية إنتاجية مختلفة.
وتبع ذلك عرضٌ مسرحيٌّ تحت عنوان (أنتم الأمل) لفرقة فرع جمعية تنظيم الأسرة السورية بالسويداء محملاً بمقولات ورسائل توعوية تتحدث عن عمل الأطفال واستغلالهم من قِبل المنحرفين لترويج الموادّ المخدرة من خلالهم وكيفية حمايتهم، فيما اختتم الحفل بوصلة طربية تراثية قدمتها فرقة “الميامين” التابعة لفرع الهلال الأحمر بالسويداء.
وفي السياق ذاته، كـ”ثمرة” أخرى لتعاون وزارتَي الداخلية والثقافية جرى منذ نحو شهر افتتاح مكتبة لاتحاد الكُتّاب العرب في سجن السويداء المركزي، للغاية المسوَّقة ذاتها أي رفع مستوى الوعي عند النزلاء.
وكأي حدث في مناطق سيطرة النظام تُوّج الحفل بكلمات وخطابات رنّانة تحدثت عن أهمية هذا الحدث من قِبل مدير السجن العميد زين العابدين محمد ومديرة الثقافة في السويداء ليلى أبو فخر.
ومن غير المعروف إنْ كان سيشمل هذا القرار أقبية الفروع الأمنية على امتداد الجغرافيا السورية ومسلخ صيدنايا البشري مثالاً، إلا أن المؤكد ما حمله المثل الشعبي (اللي استحوا ماتوا)!.